تكتب الأحداث العظيمة فى حياة الشعوب والأفراد بحروف من النور، وتطبع على شريط الذاكرة لتضىء الأيام، وتملأ النفس بالاعتزاز والكبرياء، فاليوم تمر خمسة وثلاثون عامًا على واحد من أجمل أعيادنا فى تاريخنا الحديث، ألا وهو استرداد مصر لأرض سيناء الطاهرة، والتى لم تكن لتستردها على الإطلاق لولا انتصارها الساحق فى حرب أكتوبر المجيدة.. لذا فإن الاحتفال بهذا الحدث التاريخى بحق لا يكون فى إطار الفخر والزهو، إنما بالاقتداء بهذا الحدث العظيم، وتحليله بكل تجرد وموضوعية، لأننا نريد لأجيال ما بعد النصر أن تعرفه جيدًا، لتكون قوية وعزيزة ومنيعة، وقادرة على تحقيق طموحاتها وطموحات الوطن، وهى متقاربة بالسلام الاجتماعى، ومتمسكة بقيمها الأصيلة، وبتاريخها وجذورها، واعية بما يحدث فى العالم حولها، تأخذ من منجزات العلم والتحديث وثورة المعارف ما يناسبها ويدعم قوتها، وتحفظ جيدًا درسًا من أهم دروس تاريخنا القديم والحديث، وهو أن السلام القوى هو الذى يمنع الحرب.