ما بين الأمل والرجاء وحياة مرفهة نسمع عنها كثيرًا، وحياة أخرى تحت خط الفقر نشاهدها يوميًا فى حياتنا اليومية، نشاهد صراع المواطنين من أجل الحصول على لقمة العيش، ولكن فى العديد من الأمور تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فيجد رب الأسرة نفسه أمام أمواج عاتية لا يتمكن من مواجهتها، فيصارع من أجل البقاء هو وأسرته وسط آمال وطموحات للحصول على طوق النجاة.
ففى السيناريو الذى أمامنا والذى يجسد بطولته أحد الموظفين بوزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، والذى تجرع مرارة الفقر وعنت الحياة، لكنه ظل صابرًا وراضيًا بما قسمه الله له من رزق بسيط، يستكمله بالقروض، كى يتمكن من الحياة والمواجهة، ليصطدم بنقله من مدرسته التى يعمل فيها بالقرية، إلى الإدارة التعليمية بأشمون، والتى تبعد عنه مسافة طويلة تحرمه من توفير المصاريف لأبنائه الخمسة، حتى يتعرض لصدمة أكبر منها، وبعد أن كان يطالب بعودته من الإدارة جاء القرار بنقله إلى الإدارة التعليمية بتلا، والتى تبعد لأكثر من 65 كيلومترًا.
وفى غرفة بسيطة بشارع ترابى بقرية شعشاع التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، وبباب خشبى متهالك، يخفى خلفه العديد من المعاناة التى تعيشها أسرة مكونة من سبعة أفراد يعيشون جميعًا فى حجرة واحدة، ما بين أب وأم وخمسة من الأبناء التى يأتى عليهم الليل ليقوم كل واحد منهم بالحصول على مكان ينام به لا يتمكن من التحرك إلا مع الصباح الباكر حين الاستيقاظ من النوم.
وبحالة متهالكة لدولاب يحوى بعض الملابس التى لا يغطيها باب، تخفى بعض الملابس القديمة، وبأرضية ترابية للحجرة يعلوها حصير مقطع وسرير صغير جميعها محتويات الحجرة التى يقطنها الجميع، يروى مصطفى فوزى المأساة التى تعرض لها ويعانى منها منذ سنوات، والذى لم يكن أمامه أى شىء سوى التحدث لما وقع عليه من ظلم ودفع ثمن جريمة ليس له أى ذنب بها، ويقول "أعمل إداريًا بمدرسة آل نجم الدين بشعشاع الابتدائية، التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، وعندى 50 سنة، وأعمل ضمن نسبة الـ5 % ولدى نسبة عجز أكثر من 95% ومصدر رزقى المدرسة، وليس ليس أى مصدر رزق آخر، وأتقاضى راتبًا منذ 5 سنوات يصل إلى 800 جنيه".
وتابع مصطفى: تعرضت لأزمة دفعت ثمنها وأنا ليس لى أى ذنب عندما حدث حالات اشتباه بالتسمم بالمدرسة، تم تحويلى للتحقيق، وتم نقلى إلى الإدارة بأشمون، وبعدها صدر قرار بنقلى إلى الإدارة التعليمية بتلا، ولم أقترف أى ذنب فى الأمر على الإطلاق، وأطالب بعودتى إلى مدرستى لأننى غير قادر على تحمل المسئولية، وهذا العناء من السفر اليومى الذى أصبح لمسافة تزيد عن 65 كيلومترًا يوميًا بعد نقلى إلى تلا، الأمر الذى يعرض أسرتى إلى التشرد، وأنا متزوج وأعول أسرة كاملة من خمسة أبناء فى مراحل تعليمية متنوعة، وعلى الرغم من ذلك أعيش وراضى بما هو مقسوم، وأعيش حياتى بالقرض إلى أن اقترضت ثلاثة قروض ولم أتمكن من الوفاء بها، حتى أتمكن من مواجهة عناء الحياة وتوفير الطعام لأسرتى البسيطة.
وأكد مصطفى، أنه يعيش فى حجرة بسيطة هو وأبناؤه الخمسة وزوجته ليصل العدد فى حجرة واحدة إلى 7 أفراد فى أسرة واحدة لا يزيد الراتب الذى يتقاضاه رب الأسرة عن 800 جنيه، وعلى الرغم من ذلك أجد نفسى أعانى من الانتقال إلى الإدارة التعليمية بأشمون، والتى تبعد عن منزلى بما يقرب من 12 كيلو ذهابًا وإيابًا يوميًا، وفى بعض الأوقات لا أتمكن من الوفاء بالأجرة اليومية للركوب والسفر، وهو الأمر الذى يحرمنى من الذهاب إلى العمل، وأوفر الـ10 جنيهات التى أسافر بها يوميًا كى أشترى بها خبزًا لأولادى الخمسة حتى أتمكن من الحياة.
وأضاف مصطفى، أنه ليس له أى ذنب فى الأمر، وعندما تم التحقيق فى الأمر جاءت القوات، وتم القبض على وذهابى إلى المركز والتحقيق معى، على الرغم من أننى لا أعمل سوى فى التوريدات للكتب المدرسية، وتم نقلى إلى الإدارة بأشمون، ولا أجد المال الذى يساعدنى فى مواجهة العناء، وأنا لم أخطئ، وأدفع ثمن جريمة لم أقترفها، وقمت بالاقتراض أربعة مرات حتى أتمكن من الحياة، وأنا أعيش فى حجرة واحدة أنا وأولادى ولم أظلم أى أحد، أربى عيالى إزاى وأعيش إزاى، وأناشد الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية، أن أعود الى مدرستى وعملى لأنها أهم شىء عندى، لأننى لا أجد إلا هذه الحياة.
وطالب مصطفى، بأن يعود إلى مدرسته من أجل الحفاظ على أسرته من التشرد والضياع وحتى يتثنى له توفير ما ينفقه فى الطريق ذهابًا وإيابًا لأسرته، وأن يتم الاهتمام به وتوفير مسكن مناسب له ولأسرته حتى يتمكن من مواجهة عناء الحياة.
من جانبه، أكد رجب حسين مدير الإدارة التعليمية بأشمون، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن القرار الصادر بنقل الإدارى من المدرسة جاء بناءً على قرار الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية، على خلفية الأحداث التى شهدتها المدرسة خلال الفترة الأخيرة، من خلال وجود عدد من الإصابات باشتباه بالتسمم، مؤكدًا أن الأمر قيد التحقيقات، ومازال التحقيق جاريًا، لافتًا إلى أن الإدارة تنفذ القرارات الصادرة.
وأوضح حسين، أنه جارى المتابعة للأمر فى محاولات لعودة الإدارى إلى عمله بالإدارة التعليمية بأشمون، وذلك عقب صدور القرار بنقله إلى الإدارة التعليمية بتلا، مشيرًا إلى أن الإدارة فى انتظار انتهاء التحقيقات فى الأمر كى يتثنى لها المطالبة بعودة الإدارى من عدمه.
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال ابو علي
ربنا معاك
اولا ربنا معاك.. ثانيا هذا ماكنا نحذر منه ..الانجاب عمال علي بطال.. ماهو ذنب اولادك الخمسه ...انت الذي جنيت عليهم وانت اليوم تستخدمهم وسيلة للشحاته والتسول...سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. قال اعقلها وتوكل. ..يعني نفكر اولا ...وهل الجدعنه الانجاب دون حساب حق الاطفال في الحياه حياه كريمه. كلنا نعاني مثلك لاننا انجبنا اكثر من قدرتنا علي توفير احتياجات اولادنا ربنا معاك ومعانا ....
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابراهيم
خمسة
خمسة من الاولاد لية
عدد الردود 0
بواسطة:
moustafa
ارحمونا من هذه النوعيات الكاذبة
الايوجد واحد فقط فى هذا الشعب لايشكو انه مظلوم طبعا انا متاكد ان نقلك له مبررات مقنعة لدى رؤساءك ولكن من الظالم الذى انجب خمسة اطفال وهو لايملك قوت يومه وللاسف مثل هذه النوعية من الاطفال سوف يعانون شظف العيش ويكرهون المجتمع وهذه هى الاحصائية الوهمية التى تقول ان اكثر من ستين فى المائة من الشعب المصرى من الشباب وهم فعلا كذلك لكنهم عامل هدم للمجتمع لانهم مرضى بالحقد والكراهية للحكومة ولايدركون ان اباءهم هم من جنوا عليهم