دائما ما يردد الغرب مقولة أن الحرب على داعش لا علاقة لها بالإسلام، فالديانة بريئة من تصرفات المنطوين تحت راية داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لكن على أرض الواقع يحدث العكس، فالربط بين الاثنين قائم فى التصرفات والأفعال، يبرئون الإسلام فى أحاديثهم، لكنهم يدينوه فى تصرفاتهم وأفعالهم.
العالم كله الآن يبدو منشغلاً بالقضاء على داعش، الذى نشأ فى سوريا والعراق ثم تمدد فى دول المنطقة، فوصل إلى تركيا ودول الخليج، ثم انطلق إلى ليبيا، واستقر بعض أفراده فى أوروبا، وتسببوا فى عمليات إرهابية بفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وأحدثوا حالة من القلق داخل القارة الأوروبية استدعت عقد اجتماعات أمنية على كل المستويات، وتنسيقاً على أعلى درجة بين دول الاتحاد الأوروبى، حدث ذلك فأزال الغرب الخط الفاصل الذى وضعه للتفرقة بين داعش والإسلام، وتوالت القرارات والإجراءات الأوروبية، التى تظهر أن الأزمة لديهم تتعلق بفهمهم للإسلام، حتى إن خرجوا وقالوا عكس ذلك، فالإسلام من وجهة نظرهم متهم بالإرهاب والتشدد، فقرروا التعامل بمنطق المنع عله يفيدهم.
تابعنا كلنا حادث لندن الأخير، الذى اتهم بتنفيذه مسلم اسمه خالد مسعود، الذى كشفت السفارة السعودية ببريطانيا أنه كان يعمل مدرس لغة إنجليزية فى المملكة خلال الفترة من 2005 حتى 2009، وأنه سبق وزارة المملكة عام 2015 بتأشيرة لأداء العمرة من خلال شركة رحلات. وتابعنا جميعاً ردود الأفعال التى بدأت تظهر للعيان مرة أخرى، وتحيى من جديد ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، التى تترسخ يوماً بعد الآخر لدى الأوروبيين، بل إنها عادة ما تستخدم من جانب القوى السياسية والأحزاب هناك للحصول على أصوات الناخبين.
تابعنا أيضاً تداعيات حادث لندن الأخير، حينما تلقى مسجد برمنجهام المركزى فى بريطانيا العديد من رسائل كراهية ضد المسلمين، يقولون فيها: «اخرجوا من بلدنا»، و«المساجد لا تنتمى إلى هنا».. تابعنا وسنتابع الكثير من ذلك مستقبلاً، لأن الإسلام أصبح فى نظر الغرب المتهم الرئيسى فى الإرهاب، متهم لأن من يقتلون يفعلون ذلك باسم الدين، والغريب أن الحقيقة واضحة أمام الجميع، لكن لا أحد يريد أن يصدق، لا أحد فى أوروبا يريد أن يستمع لقول الحق، ويقتنع بأن الإسلام لا علاقة له بداعش أو غيرها، فكلها تنظيمات وجماعات إرهابية تتبنى عقيدة فاسدة، وأغلبها يمكن اعتبارها صنيعة لأجهزة مخابرات دولية، كما هو الحال بجماعة الإخوان المسلمين، التى نشأت بدعم من المخابرات البريطانية، ثم بدلت الولاء لأجهزة أخرى، سواء فى واشنطن أو برلين.
الواقع يؤكد أن الإسلام سيظل فى وضعية المتهم، ما دام أن هناك دولا فى المنطقة تغذى الإرهاب والجماعات الإرهابية لتحقيق أغراضها الخاصة، على حساب أمن الدول، وصورة الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة