هيمن القصف الأمريكى لسوريا على اهتمام الصحف العالمية الصادرة اليوم، الجمعة، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن هذا القرار الذى اتخذه الرئيس دونالد ترامب يضع رئاسته على مسار جديد ولا يمكن التنبؤ به، والذى من شأنه أن يشكل الفترة التى سيقضيها فى البيت الأبيض.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب، الذى واجه أول اختبار كبير فى السياسة الخارجية، وهى تلك اللحظة التى يواجهها كل رئيس جديد، أبدى ارتياحا إزاء استخدام العمل العسكرى ومرونة فى النهج الذى جعله يغير المسار ليس فقط فيما يتعلق بالتصريحات التى أدلى بها خلال الحملة الانتخابية، ولكن أيضا فى سياسته إزاء سوريا، وذلك بعد مرور يومين فقط على ظهور صور قالت الصحيفة إنها دليلا على شن نظام الأسد الهجوم الكيماوى يوم الثلاثاء الماضى.
ورأت الصحيفة أن قرار قصف سوريا يحمل رسالة واضحة وهى أن ترامب مستعد لاستخدام القوة واتخاذا القرارات بشكل سريع عندما يريد التحرك.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن السؤال الأساسى الآن بعد القصف الأمريكى لمطار الشعيرات، يتعلق برد الفعل الروسى، وأضافت الصحيفة أن الجيش الأمريكى كان يعد لخيارات توجيه ضربة ضد الرئيس بشار الأسد من قبل بعد هجوم الغوطة عام 2013، لكن مخاطر اتساع الصراع فى سوريا الآن أصبحت أكبر الآن من ذى قبل.
ونقلت الصحيفة عن فيل جوردون، المستشار البارز سابقا فى البيت الأبيض والذى شارك فى نقاشات كثيرة حول كيفية عقاب الأسد، قوله إن الأسئلة الرئيسية فى هذا الشأن لم تتغير، وهى "هل هناك مجموعة من الضربات العسكرية التى يمكن ان تستخدمها لتقليل قدرة السوريين على الحصول على أسلحة كيماوية، ولو استطعت هذا، ماذا سيفعلون فى المقابل؟".
وفى قضية أخرى، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سى أى إيه، كانت على علم بأن روسيا تتدخل فى الانتخابات الأمريكية بهدف الدفع فى اتجاه فوز دونالد ترامب، وأخبرت بعض أعضاء الكونجرس بهذا الأمر منذ صيف 2016.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين سابقين فى الإدارة الأمريكية قولهم إن الجلسات السرية لإبلاغ أعضاء الكونجرس كشفت عن اختلاف فى تحليل كل من "السى أى إيه" و"الإف بى أى" فى هذا الشأن.
الصحف البريطانية:
ومن جانبها، اهتمت الصحف البريطانية كذلك بالضربة الأمريكية، وقال الكاتب والمحلل البريطانى ديفيد أوزبورن إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، غير نهجه "أمريكا أولا" فى أقل من 48 ساعة، وشن أول عملية عسكرية موجهة بشكل أساسى ضد الرئيس بشار الأسد، متوقعا أن تزيد هذه الخطوة من شعبية الرئيس فى الولايات المتحدة، لأنها تعيد واشنطن إلى الصورة، وتعكس "الذكورية" الأمريكية.
واعتبر الكاتب أن نهج الرئيس الأمريكى ليس متناسقا، فهو أدان مقتل الأطفال فى إدلب، متخذا ذلك كتبرير للضربة، ومع ذلك أغلق الباب أمام اللاجئين الفارين من الصراع الدموى.
وأشار أوزبورن فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الرئيس ترامب، يظن أنه بشنه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد، يصلح الضرر الذى تسبب فيه الرئيس باراك أوباما، فهو بذلك يرسل تحذيرا للعالم، خاصة موسكو ودمشق، مفاده أنه سيستخدم القوة العسكرية عندما يطيب له ذلك.
وأضاف الكاتب أن نتيجة ذلك من وجهة نظر ترامب أن بلاده لن يتم التلاعب بها مجددا، وأن ذلك تحذيرا لطهران وبيونج يانج.
ومن جانبها، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الضربة العسكرية الأمريكية ضد مطار "الشعيرات" أسفر عن رفع أسعار النفط لأعلى معدل خلال شهر، وفى الوقت نفسه، تراجع أسواق البورصة وسعر الدولار.
وأوضحت الصحيفة أن خام البرنت ارتفع إلى ما يقرب من 56 دولارا للبرميل، بعد الهجوم العسكرى، ولكنه تراجع قليلا بعدها ليصل إلى حوالى 55.70 دولار للبرميل، وقال محللون إن الهجوم لن يعطل إمدادات النفط.
أما الذهب، فأثرت الضربات أيضا على الأسواق العالمية، حيث قفزت الملاذات الآمنة مثل الذهب بأكثر من 1.5% ليعود للاستقرار عند مستويات 1265 دولار للأونصة، كما تأثر سعر صرف الدولار بالعدوان الأمريكى على سوريا إذ تراجع بشكل حاد مقابل سلة العملات الرئيسية.
من ناحية أخرى قالت صحيفة الإندبندنت ، إن صدعا نشأ بين صهر الرئيس الأمريكى جاريد كوشنر والمخطط الاستراتيجى فى البيت الأبيض ستيف بانون بسبب اختلاف فى الرؤى الأيدولوجية، بحسب تقرير لها اليوم الجمعة.
وقال مسئول رفض الكشف عن هويته لموقع ديلى بيست الأمريكى إن بانون نفّس عن غضبه ودعا كوشنر "بالعولمى" وcuckservative، وهو تعبير مسىء يشير إلى المنتمين للتيار المحافظ المتعاطفون مع القيم الليبرالية فى الوقت ذاته، كما يحمل طابعا جنسيا لأنه يأتى من كلمة "محافظ" الإنجليزية وكلمة cuckold التى تعنى الرجل الذى يقبل أن تخونه زوجته.
وأضاف المسئول: "هناك معركة كبيرة جارية، وكلها تتعلق بالسياسات، هناك توتر بشأن التجارة والرعاية الصحية والهجرة والضرائب والإرهاب".
وقال مسئول آخر إن بانون "يعتقد أن جاريد أسوأ من الديموقراطيين.. ستيف لديه رؤية محددة لما يؤمن به وما يشاركه فيه ترامب، وهو رأى (كوشنر) لوقت طويل كمعوق كبير للوصول لهذا".
الصحافة الإسبانية:
وأبرزت الصحف الإسبانية والإيطالية عددا من الموضوعات، وقال المحلل الإيطالى أنطونيو أرميلينى، فى تقرير له بصحيفة هافينجتون بوست بنسختها الإيطالية، إن "مصر نقطة حاسمة فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة الفوضى فى ليبيا، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يقود البلاد ببراعة كبيرة، ونضاله جعله موضع ترحيب شديد من قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يكرس اهتماماً أكبر لإضفاء الشرعية على شريك حاسم للدفاع عن المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط".
أما صحيفة البيريوديكو الإسبانية فسلطت الضوء على الطفل "مازن يوسف"، الذى شهد لحظة انفجار أمام منزل جده وجدته فى خان شيخون بسوريا، وفى غمضة عين فقد مازن يوسف الذى يبلغ 13 عاما، 19 فرداً من عائلته فى الهجوم الكيميائى على تلك البلدة بإدلب، وقالت إن هذا الحادث واحد من الأكثر دموية التى ارتكبت فى سوريا منذ اندلاع الحرب قبل 6 سنوات.
وحول الضرب الأمريكى ضد سوريا، أعرب بابلو إيجليساس الأمين العام لحزب بوديموس الإسبانى عن رفضه للهجمات التى يقوم بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دون تفويض من مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد سوريا، خاصة وأنه يتحرك بشكل يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وكتب على حسابه الخاص بتويتر "السلام والأمن أصبحا اليوم بعيدين تماما عن سوريا"، رافضا سعى ترامب للتدخل العسكرى فى سوريا.
ومن جانبها قالت صحيفة الموندو إسبانيكو إن الرئيس ترامب يواجه أصعب تحد له فى سياسته الخارجية، وهو دراسته للتحرك العسكرى فى سوريا ردا على الهجوم الكيميائى.
الصحف الإسرائيلية
رحب وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان صباح اليوم بالضربة الصاروخية الأمريكية ضد سوريا، وقال إنها رسالة هامة وضرورية وأخلاقية للعالم الحر بقيادة الولايات المتحدة مفادها أنه لن يتجاهل جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الرعب برئاسة بشار الأسد بحق مواطنين عزل، مضيفا أن واشنطن أبلغت تل أبيب بموعد الضربة وطريقة تنفيذها للتأكيد، على متانة العلاقات بين البلدين.
وبدوره رحب وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس بالضربة الأمريكية واصفا إياها بتحرك ذي مغزى أخلاقي واستراتيجي.
وقال وزير الداخلية الإسرائيلى اريه درعي إن الضربة العسكرية الأمريكية كانت في محلها بعد أن أهملت منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة مرجحا أن تكرر واشنطن هذه الضربات إذا اقتضت الضرورة ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة