رحاب على خليل تكتب: من يشعر بأطفالنا؟

السبت، 08 أبريل 2017 02:00 ص
رحاب على خليل تكتب: من يشعر بأطفالنا؟ أطفال ــ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير منا لا يعلم أى معلومة عن مرض حساسية الطعام بأنواعها، سواء حساسية لبن أو قمح أو صويا، إلا عندما يصاب ابنه أو ابنته بهذا بالمرض، مش كده بس ده كمان فى حاجة اسمها عوز لاكتوز، يعنى عدم تحمل أى شىء فيه لاكتوز، وفى أطفال كتير بيبقى عندهم تحسس من أصناف معينة من الفاكهة أو الخضار زى البطاطس والجزر والتفاح وغيرها وده بيتوقف على جسم كل طفل وجهاز مناعته.
 
 أى حد ممكن يتعجب لما يعرف المعلومات دى لأننا للأسف معندناش أى خلفية عن مرض الحساسية، وأوقات كتير الطفل بتظهر عليه أعراض مختلفة، سواء جلدية أو فى الجهاز الهضمى أو الجهاز التنفسى، ومعظم الأطباء بيشخصوها أعراض عادية لأمراض معروفة ومنتشرة، لكن مش بيبحثوا عن المسببات للأمراض دى اللى بتبقى نتيجة للحساسية.
 
 ومع أن معظم الدول العربية وبالطبع كل الدول الأجنبية معترفة بأمراض الحساسية علميا وعمليا ففى كل هذه الدول عندما يجد أى طبيب أطفال أعراضا مختلفة مما ذكرت مسبقا يطلب من أهل الطفل تحاليل متعددة، تشمل جميع أنواع الحساسيات، لأنه إذا وجد أى نوع من الأنواع المختلفة للحساسية يفرض نظاما غذائيا معينا للطفل المصاب بالحساسية، ويمنعه لمدة سنة أو أكتر من كل الأطعمة اللى ممكن تسببله أى تحسس، يعنى لو الطفل مصاب بحساسية لبن بيمنعه من كل منتجات الألبان، وأحيانا من اللحوم الحمراء، ومش بس كده ده كمان بيتمنع من الزبدة والسمن ومرقة الدجاج وجميع أنواع الصلصات وكل المخبوزات، ماعدا العيش البلدى، وده طبعا بيسبب مشكلة فى كل بيت فيه طفل مصاب بالحساسية.
 
 والمشكلة بتزيد لو عنده حساسية قمح كمان بيبقى ممنوع من كل حاجة فيها جلوتين، طيب الطفل ده يعيش إزاى كده لو فى أى بلد تانية أكيد عايش عادى وبياكل وبيشرب زى أى طفل طبيعى علشان فى كل مكان موجود كل أنواع الأطعمة والمشروبات المناسبة لأى نوع من أنواع الحساسية ومصنوعة بطريقة آمنة جداً، يعنى الطفل مش هيتحرم من أى حاجة بيحبها وهيقضى فترة علاجه بطريقة سليمة ومن غير أى حرمان، لكن للأسف فى مصر لا يوجد أى منفذ بيع ولا مصنع واحد بيعمل أطعمة، سواء أجبان أو ألبان أو مخبوزات أو حلويات مناسبة لمرضى الحساسية والمريض يقضى فترة علاجه التى لا تقل عن سنة فى معاناة وضغط نفسى وعصبى خاصة عند الأطفال بيتأثروا نفسياً جداً من فترة المنع وبيحسوا إنهم منبوذين فى وسط المجتمع محرم عليهم كل شىء حتى الأدوية غير متواجدة الخالية من اللاكتوز واللبن والجلوتين أو أى مادة مسببة للحساسية، لكن الأدوية المستوردة هى الآمنة للطفل، ولكنها أيضا غير متوفرة بسهولة حتى شراب الكالسيوم المناسب للطفل المتحسس غير متوفر اللى أكيد مهم جداً ليه وهو مش بياكل أو يشرب أى حاجة فيها كالسيوم وده بيأثر على نمو عظام وأسنان الطفل بشكل سلبى وخطير.
 
من يشعر بهذه الأزمة ومن يشعر بهموم ملايين الأسر اللى مش قادرة تعمل حاجة للطفل اللى مالوش ذنب إلا أنه يعيش فى مجتمع لم يعرف أى شىء عن مرضه أو احتياجاته، سواء كان دواء أو غذاء فيوجد أطباء قليلون فقط متخصصون فى مرض الحساسية، ولكن أعدادهم القليلة هذه متمركزة فى القاهرة والإسكندرية فقط وليس باقى المحافظات، فأسرة مريض الحساسية يعانون فى كل شىء، بداية فى البحث عن طبيب متخصص ثم الأماكن التى توفر الأطعمة الخالية من مسببات الحساسية، والدواء المناسب لحالتهم الصحية النادر وجوده، دائماً أتمنى أن تهتم وزارة الصحة بذلك، وأن تهتم الجهات المعنية بهذه المشكلة وتساهم فى التخفيف عن عاتق أسرة المريض وتعمل مثل باقى الدول الأخرى وتوفر كل ما يحتاجه مريض الحساسية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة