فى ساعات متأخرة من الليل ، يستيقظ ذلك الطفل النائم عدة مرات بعد شعوره بالجوع أو ألم فى معدته أى لأى سبب، ليقرر أن يؤرق نوم والدته فى هذه الساعة، فتضطر للاستيقاظ لتلبى طلبات طفلها، ثم تعاود الاستياظ مبكراً لتبدأ رحلتها اليومية مع طفلها، لتجهز له الوجبات الصحية، وتهتم بنظافته، وتلعب معه أيضاً، لتجد نفسها حائرة فى أمرها بعد أن ضاع يومها فى العناية بالطفل دون أن تفعل شيئاً تفضله.. هكذا تعيش كثير من الأمهات فى معاناة مع أبنائهن ويكررن الشكوى من تربية الأطفال والولادة.
وبعد أن خاضت العديد من السيدات هذه التجربة، قررن الاكتفاء بطفل واحد فقط وعدم إنجاب أخر، لعدم تكرار التجربة مرة أخرى بعد أن وجدن أنفسهن غير قادرات على تحملها مرة ثانية، فجاء الحل يكمن فى الاستكفاء بطفل واحد لمحاولة توفير حياة كريمة له، وفى نفس الوقت يُفسح لوالديه المجال لاستكمال حياتهم بشكل طبيعى وعدم إضاعتها فى تربية الأطفال.
وروت مجموعة من الأمهات حكاياتهن لـ"اليوم السابع" بعد أن قررن الاكتفاء بطفل واحد ، لتأتى الأسباب مختلفة من إمرأة لأخرى ، فمنهن من تخشى تجربة الولادة مرة أخرى ، ومنهن من اختار لها زوجها هذا القرار رغم اعتراضها عليه.
ام وطفلها
قرار واجب التنفيذ
أية جلال وطفلتها
أما أية جلال " 28 سنة" وافقت على قرار زوجها منذ أن عرفته ، بأن يكتفيان بطفل واحد ، وظنت فى البداية أنه لن يتشبث بهذا الرأى كثيراً بعد الزواج ، لكنها فوجئت بعد إنجابها لطفلتها الأولى بأنه مازال مصمم على قراره بعد الإنجاب مرة أخرى ، فما كان أمامها سوى الموافقة على قراره ، حتى تنعم طفلتها بحياة هادئة وكريمة وتوفير ما تحتاجه لها ، ورغم ذلك فمازالت "أية" تشعر بالضيق وترغب فى إنجاب طفل أخر قائلة : " بنتى هتكون وحيدة ، والاخوات هما السند بعد الأهل".
لكن مازالت أية تنظر الى الجانب الإيجابى فى الأمر، فأكدت أن إنجابها لطفلة واحدة أتاح لها الفرصة للاستمتاع بحياتها بشكل طبيعيى ، ولقاء صديقاتها وقتما تريد ، برفقة طفلتها بدلاً من التقيد بعدة أطفال يقيدون حركتها .
ألام الولادة هى السبب
" تعبت فى الحمل والولادة ونفسيتى مش مستحملة أخلف تانى"..هكذا جاء قرار ياسمين سمير " 24 سنة" بعد أن خاضت تجربتها الأولى مع الحمل والولادة فوجدت الأمر يحتاج مجهوداً خارقاً للأم ، وللعناية بالطفل أيضاً فى أول سنوات عمره ، لذلك قررت الإكتفاء بطفلها الوحيد ، وانتظاره حتى يصل الى سن معين ثم تستأنف عملها ، نظراً لخوفها من ترك طفلها فى إحدى الحضانات أثناء فترة إنشغالها بالعمل.
ياسمين سمير وطفلها
ولم يكن ذلك قرار ياسمين وحدها ، بل يشجعها زوجها على هذا القرار والاكتفاء بطفلهما الوحيد ، وأكدت أن ذلك منحها الفرصة للقيام بالأشياء التى تفضلها ، وألا تقف حياتها فقط على تربية الطفل.
تجربة مرهقة صحياً ومادياً
"اكتفيت بطفلة واحدة لأن التجربة مرهقة نفسياً وصحياً ومادياً"..هكذا قالت دينا أحمد ذات ال29 عام ، بعد أن أدركت أن تربية الأطفال ليست بالأمر السهل وتعد مسؤلية كبيرة تحتاج الى أن تكون الأم قادرة على تحملها حتى لا تظلم أطفالها ، حيث أكدت أن مسألة تربية الأطفال ماهى سوى قدرات ، فهناك إمرأة تستطيع أن تقوم بتربية ثلاثة أطفال وأخرى لا تستطيع إلا تربية طفل واحد فقط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة