يبدأ الأسبوع الأول من شهر مايو بعيد العمال وينتهى باليوم العالمى للربو، ترصد إحصائيات منظمة العمل الدولية الحديثة عن الأمراض المهنية نحو 160 مليون حالة سنوياً فى العالم، وتتسبب فى 300 مليون حادث سنويا ووفاة 2.3 مليون سنويا عالميا.
تحتل الأمراض التنفسية المهنية صدارة الأمراض المهنية، تنشأ أمراض الجهاز التنفسى المهنية بسبب التعرض للملوثات أثناء العمل، وتشمل الربو المهنى، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، والتليف الرئوى، والتهاب الحويصلات الرئوى التحسسى، وسرطان الرئة، الربو الشعبى هو التهاب مزمن فى الشعب الهوائية الرئوية يسبب السعال، وضيق الصدر، وضيق فى التنفس.
يتسبب الربو فى فقدان 100 مليون من أيام العمل فى الولايات المتحة الأمريكية، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من 15 مليون سنة من سنوات العمر تفقد سنويا من البشر بسبب الربو نتيجة الغياب عن العمل أو الوفاة، كما يسبب الربو حدوث 250 ألف حالة وفاة سنويا فى جميع أنحاء العالم.
الربو المهنى مشكلة صحية عامة تقلق العالم حالياً، وهو يشكل 15% من حالات الربو فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع نسبة الربو المهنى أعلى فى العالم الثالث حيث التلوث البيئى أكثر والوقاية أقل.
ينجم الربو المهنى عن التعرض لمادة ما أو أكثر فى مكان العمل تسبب حساسية الصدر، وهناك أكثر من 300 مادة يمكنها أن تسبب الربو المهنى، تلعب الوراثة دورا مهما فى حدوث الربوم المهنى، فالذين لديهم تاريخ عائلى بالحساسية أكثر عرضة للربو المهنى، خاصة مع وجود حساسية لبعض المواد مثل دقيق القمح و الحيوانات و المطاط، يبدأ الربو المهنى بعد فترة زمنية تختلف حسب الإستعداد الوراثى وكمية ونوعية المواد التحسسية فى بيئة العمل.
يتميز الربو الشعبى بالتهاب تحسسى فى بطانة الشعب الهوائية، ما يسبب ضيقها، وتكرار انسدادها وزيادة سمك جدرانها وتراكم إفرازات مخاطية داخلها مما يقلل من الحيز المتاح للهواء وبالتالى تنفس أقل جودة، الربو فى تزايد مستمر عالميا ومحلياً، وحالياً هناك 335 مليون إنسان لديهم ربو فى العالم، ومعدلات الإصابة تزداد 5% سنوياً، ويعزو ذلك إلى انتشار المدن الحديثة، تلوث هواء المعمورة، التدخين خاصة بين الطبقات العاملة، تشمل مسببات الربو فى بيئة العمل الغبار النباتى، وهو الغبار المتكون أثناء تداول المواد النباتية وأثناء معالجتها فى الزراعة والصناعة خاصة الصناعات الغذائية مثل القطن، الكتان، الحبوب، التبغ، الفلفل الحار، الشاى، ونبات القهوة، ومن مسببات الربو المهنى أيضاً الأتربة، إفرازات ومخلفات الحيوانات، حشرة الفراش، الفطريات، المواد المحفوظة، مكسبات الطعم واللون والرائحة، الطيور المنزلية، طيور الزينة، الريش، الحشرات خاصة الصراصير، الحيوانات كالماعز والكلاب والقطط، الأرانب، الخيول ، معطرات الجو، المبيدات الحشرية، الجسيمات العالقة بالهواء، غبار الأسمنت، الغازات الضارة مثل أوكسيد النيتروجين، وأول أوكسيد الكربون، الأبخرة الكيماوية فى مصانع البلاستيك والطلاء، مواد التعبئة، المواد اللاصقة، أبخرة النيكل والكروميوم والسبائك المعدنية.
والربو المهنى أكثر شيوعاً بين الفرانين والطهاة الذين يتعرضون للدقيق، والسوس، وإنزيمات الخميرة الصناعية، الأطفال العاملون من ضحايا الربو المهنى المنسيون أيضاً تجتذب المحاجر الأطفال لارتفاع يومية العمل فيها مقارنة بالعمل فى المزارع أو المصانع، لكنهم يستنشقون الهواء الملوث بغبار المحاجر، من أعراض الربو ضيق التنفس وصعوبته، والكحة خاصة ليلاً أو مع المجهود أو التوتر، وتزداد حدة الأعراض وتتكرر مع المجهود الحركى فى نصف المرضى تقريبا.
بينت الدراسات الحديثة أن مهنة الأبوين خاصة الأم لها دور فى إصابة الأطفال بحساسية الصدر خاصة عند تعرض الجنين لبعض المواد مثل مخلفات التبغ والمطاط والمبيدات الحيوية ومضادات الفطريات وغبار دقيق القمح، تعتمد أعراض الربو المهنية على المادة التى يتعرض لها المرء، وكمية المادة والفترة الزمنية للتعرض، تزداد الأعراض سوءا مع زيادة ساعات العمل، وربما تمتد لعطلة نهاية الأسبوع والإجازات، وتكرر عند العودة إلى العمل، تهدد الأزمات الربوية الحياة، وإذا لم تعالج الأزمات الربوية فوراً ربما تسبب عواقب وخيمة، يشمل التعامل مع مشكلة الربو المهنى الاعتراف بوجوده وتوفير خدمات وقائية وتشخيصه مبكراً والبحث عنه وعلاجه مبكراً وتوفيرالعلاج و دعمه.
لابد من السيطرة على المرض حيث يفشل 60% من مرضى الربو فى السيطرة عليه، تناول العلاج بانتظام يمنع حدوث نوبات الربو، يجب تثقيف المرضى بمعرفة ما يجب اتباعه خلال أزمات الربو، الفشل فى التعرف على مسببات أو محفزات الربو وتجنبها يؤدى إلى ضيق مجرى الهواء وربما يهدد الحياة، مسببا نوبة الربو وضيق التنفس وحتى الموت، العلاج المناعى يفيد إذا كان الربو سببه التعرض لمسببات الحساسية التى لا يمكن تجنبها، أو إذا ظهرت الأعراض ثلاثة أيام في الأسبوع وأكثر من ليلتين فى الشهر، خاصة عندما تحدث الأعراض على مدار السنة أو لا يمكن السيطرة عليها بسهولة مع الدواء، الجهل بالربو قاتل، اكتساب مهارة التعايش مع الربو المهنى سوف تزيد من الإنتاج وتقلل من نفقات العلاج وبالتالى زيادة دخل العمال.