ريهام مصطفى عواد تكتب: الجانب الآخر من الصورة

الأربعاء، 10 مايو 2017 10:00 ص
ريهام مصطفى عواد تكتب: الجانب الآخر من الصورة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جاء رجل ذات مرة يقدم لنا يد المساعدة، وكان هذا الرجل إنسان يحمل كل معانى الإنسانية، رحيم أمين ودود، جعل قلبى يلتفت إليه وينظر إليه بنظرة إعجاب، ويتمنى أن يملك مثل هذا القلب الملىء بالحنان والدفء..ولكن!!

أثار فضولى هذا الشخص، ولم أكتف مما رأيته منه من قبل ذهبت أبحث وأبحث وأبحث أيام وشهور وسنين حتى ألتقى به، وأن أجمع عنه ما لم يعلم بأنى أعرفه عنه ..

ثم ماذا وجدت !!

وجدت إنسانا آخر، لم أكن أتوقع أن ذاك الإنسان الخلوق الرحيم له جانب أخر لا أحد يعلمه عنه، وهو جانب جعل منى أن أقف كثيراً وكثيراً حتى أستوعب لماذا يفعل ذلك الخلوق هكذا؟! ما ينقصه ليفعل هذا بنفسه تعجبت كثيراً لأمره وحزنت بعض الشىء، لأن قلبى كان يتمنى أن يملكه وعلمت وقتها أن لا تنخدع بالمظاهر، هناك جانب آخر فى جميع البشر منها الحلو والآخر السيئ، ولكن حين نرى ذاك السيئ علينا أن نبحث ونبحث ونبحث قبل أن يصور لنا عقلنا ما لم نتوقعه، وعند بحثى وجدت الآتى: بأن هذا الشخص نشأ فى منزل بلا أم تحتوى أطفالها حتى يكبروا، كان الأب هو ذلك الرجل الناجح بعمله وهو المرافق لأبنائه حتى وإن صار جدا، والأم لازالت على قيد الحياة ولكن ذلك الخلوق لا يتعامل معها لأنها لم تكن يوما بجانبه وفضلت الانفصال عن ذاك الأب، ولم تفكر لحظة بأطفالها، فصار ذلك الشاب يكره الاستقرار، لأنه لم يعد يثق بأحد، وأنه لا يتحمل أن شخصا آخر يتخلى عنه وعن أولاده إذا وجد مع الوقت لعدم تحمل الشريك بعض انشغاله فى عمله كما فعلت الأم سابقاً مع أبنائها.

 قرر أن يستقل بذاته وكرس وقته كله لعمله، وأصبح ناجحاً ومحبوبا، وأن كل من يراه يحب ذلك الإنسان الخلوق الصادق الودود الذى لا يبخل على من حوله بمجهوده ودائماً يقدم للجميع المساعدة ولا يفرق بين غنى وفقير .. ولكن!

الجانب الآخر من حياته الذى لا يعلمه الكثير وغالباً لم يعلمه أحد عنه لم يكن بيده ترك هذا الجانب من أجل بناء جانب أفضل وحياة واضحة كاملة، وأن ينسى ما حدث بالماضى له، وأن يأخد ما حدث بأنه شىء مكتوب من عند الله وعلى أن أقول لك بمنتهى الصدق بأنه ليس ما كتب على والدك كتب عليك فلا تنظر بهذا الشكل لحكمة الله فى هذا الأمر، بل انظر بأن ما حدث لم يحدث إلا لخير لم تعلمه أنت.

انظر لنفسك وثق بربك ولا تفعل ما يغضبه منك وابحث عن ما يساندك وحدتك لأن من حولك حالياً لن يكونوا حولك عند كبرك، إذا لم تجد ما تتمناه لا تيأس استمر فى بحثك واخلص بنيتك بأنك تريد أن تجد ذلك الشريك الذى يقف دائماً بجانبك، يهتم لأمرك يعتنى بك يعطيك ما فقدته من حنان أمك حين كنت بحاجة لها.. يشاركك كل ما تبقى من عمرك حتى ولو صار العمر يجرى بك فلا تنظر إليه .. لا يوجد مستحيل لأن الله على كل شىء قدير .

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة