الرأى العام فى مصر أصبح مثل نظام الجى بى إس، نصدقه دائمًا رغم نسبة الخطأ الكبيرة فى بعض الأحيان، نعيش كل أسبوع مأساة ونتداول تفاصيلها ونضيف عليها لمساتنا الخاصة، بدليل أننا ملأنا الدنيا صراخا على لاعب المصارعة المصرى الذى اتجه لبيع الشاورما وتجنس بغير مصريته لكى يحصل على رعاية لائقة تساعده فى الحصول على ميدالية ذهبية وبطولة العالم، وتناقلنا كثيرا من الفتاوى والأخبار عن إهمال وزارة الرياضة فى علاجه حتى بلغ به الإحباط مرحلة البحث عن أرض تقدر موهبته، الكلام سهل والمشاعر مجانية، لكن الحقيقة خشنة باهظة الثمن، فلم ننظر بعين التدقيق لإنكار وزير الرياضة هذه الوقائع وتفنيدها بالمستندات، من حقك أن تكذب الوزير، ومن حقى أن أتجاهل هذا الجدل، وأطلب من المصارع أسبابًا أقوى مما يقوله لكى يذهب لبلد آخر يمنحه المجد، ويفتح الباب أمام المزايدات لكى تلهب ظهر هذا البلد الذى لا يستحق منا أن ننكر نسبنا إليه من أجل قطعة ذهب وصورة على الغلاف.. صدق الوزير أو كان المصارع على حق، سيظل التجنيس أكبر كذبة ترعاها البطولات الرياضية.