أُدرك أن الناشط الثورى، التويتراوى، الذى عرض نفسه للعمل حاملا حقائب أحذية «موزة» وشباشب «تميم» مؤخرا، لا يستحق وزن ولا ثمن مداد قلم جاف، ولا كلمة واحدة عنه فى هذه المساحة، ولكن مطلوب منا التحذير المستمر من هذه النوعية، التى تخرج على الناس مرتدية ثوب الثورية والوطنية، والطهارة والنقاء، وتخطب فى الناس، بعين غليظة، عن الحق والخير، والباطل والشر!!
الناشط الثورى لديه خبرة عميقة وكبيرة، فى مهنة حمل الحقائب، اكتسبها من العمل حاملاً لحقيبة السيدة الفاضلة زوجة أحمد نظيف قبل الثورة، ثم حقائب محمد البرادعى بعد الثورة، واستمر يؤدى عمله بكفاءة عالية، مستوعبا كل المتناقضات السياسية، فى سبيل تحقيق حلمه أن يكون وزيرا، أو برلمانيا، أو نجما مشهورا على شاشات القنوات الفضائية، لذلك تجده يحمل شعار «لف وارجع»، ومصاب بمرض عشق السلطة والشهرة معا، ووصل مرضه إلى مرحلة الخطر، الذى يفقد بعدها «العقل»، ويأتى بتصرفات غريبة وغير مسؤولة.
ولا يدرك حقيقة أن من العشق ما قتل رجالا ونساء تركوا قلوبهم للشيطان، يغويهم ويدفعهم للسير فى الطرق الملغمة لانتزاع ما ليس حقهم، سواء سلطة أو مال أو نفوذ أو حتى قلب إنسان، فيضلهم الطريق ويخسرون الدنيا والآخرة.
وصاحبنا، حامل الحقائب الشهير، وبائع التويتات المتجول، بدأ سيرته الأولى، كحامل شنطة سيدته زوجة الرجل الثانى فى نظام مبارك، قبل ثورة 25 يناير، طمعًا فى دعمه للحصول على منصب قيادى فى وزارة الاتصالات، وتحقيق ثروة طائلة، ورغم ذلك لم يقنع بما حققه حينذاك، فقرر أن يساهم فى شركة إسرائيلية، وشراء نسبة من الأسهم.
وعندما اندلعت ثورة يناير، تنصل الناشط الثورى التويتراوى من سيدته وتاج رأسه وولية نعمته، وهال التراب على نظام مبارك وارتدى عباءة الثورة، ورمى «هلب» مركب مصالحه على شاطئ الدكتور محمد البرادعى، فسارع للعمل لديه حاملا للحقائب، وبائع تويتات مجانية له، فى مقابل ترشيحه لمنصب وزير الاتصالات.
وعندما قفز الإخوان لصدارة المشهد وتراجع دور محمد البرادعى، نقل «الهلب» لشاطئ جماعة الإخوان، وحمل من الحقد والكراهية للقوات المسلحة، ما تنوء الجبال بحمله، وشارك بشكل فاعل فى تدشين مصطلح العار «يسقط يسقط حكم العسكر»، وعندما أعطى الإخوان ظهرهم له، بعدما تكشفت لهم مواقفه وأنه «عبده مشتاق» لأى منصب والسلام، انقلب عليهم.
وعندما اندلعت ثورة 30 يونيو «لف ورجع» فى حركة دوران 360 درجة، بمنتهى الوقاحة، وغلظ العين، ودون إحساس منه أو إدراك بخطورة هذا «اللف والدوران» المستمر من النقيض إلى النقيض، وأصبح المحامى والمدافع الأول لثورة 30 يونيو، وزاد من الشعر بيتا، وانضم لحملة المرشح للانتخابات الرئاسية عبدالفتاح السيسى، حينذاك، داعمًا له، ومنتظرا المقابل، منصب وزير الاتصالات، وإن لم يتيسر، فمنصب وزير «البيئة» وإن لم يتيسر فمنصب محافظ لأى محافظة، وإن لم يتيسر، فرئيسا لهيئة الصرف الصحى، وهذا أضعف «الاشتياق»، وعندما لم ينل ما تكبد من أجله عناء «اللف والدوران»، أصيب بصدمة عصبية أفقدته توازنه.
وانتظر الفرصة الأخيرة فى تعيينات أعضاء مجلس النواب السابقة، وهدد صراحة الأجهزة المعنية بأنه لن يصمت وسيقيم الدنيا ولن يقعدها فى حالة تخطيه فى تعيينات مجلس النواب، وتم تخطيه بالفعل، فأصيب بحالة هيستيريا، وبدأ يطرح اعترافات تدينه، من عينة أنه كان يجلس فى مقرات الأجهزة الأمنية، وغير ذلك من الاعترافات.
الرجل «الناشط بسلامته»، تمكن منه مؤخرا مرض «المشتاق» واستفحل، وبدأ مرحلة الهذيان والهراء، واستشعر أن الشعارات الثورية والحرية والكرامة الإنسانية، ومكافحة الفساد، إلى آخر هذه الديباجات والكليشيهات، لم تؤت ثمارها فى جمع المغانم فى الداخل المصرى، فقرر التوسع والخروج خارج الحدود.
ذهب لدولة الإمارات الشقيقة، وأجرى اتصالات بشخصيات عامة، وكتاب إماراتيين، لمساعدته فى تمويل مشروعاته العديدة، فالرجل لديه مشروعات فى قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، والقنوات الفضائية، إلا أن الأشقاء الإماراتيين أعطوا له ظهورهم، فحاول الاتصال بشخصية مصرية نافذة تقيم فى الإمارات، وطلب منه مساعدته فى مقابل الحشد له ودعمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن الرجل رفض أيضا هذا العرض.
عاد الناشط التويتراوى للقاهرة، يجر أذيال الخيبة، وجلس يفكر، وعلى الطريقة الأرشميدسية الشهيرة «وجدتها وجدتها»، أوحى له شيطانه بفكرة السفر لقطر، تحت شعار المشاركة فى أحد المنتديات العلمية، خلال الأيام القليلة الماضية، وتوجه الناشط بالفعل للدوحة والتقى عددا من صغار المسؤولين القطريين، وعرض عليهم مشروعاته الجبارة، ويحتاج للتمويل فقط، وإذا لم يتيسر له الحصول على الموافقة لتنفيذ مشروعاته، فإنه يعرض أن يكون حاملا لحقيبة أحذية «موزه»، وحقيبة شباشب «تميم».
وعاد الناشط للقاهرة، وأصبح بوقا كبيرا على تويتر يتغزل فى جمال موزة، وروعة شبشب تميم، ولا ينسى وسط كل 5 تويتات إشادة بالقصر الأميرى القطرى، أن يكتب تويتة شتيمة فى النظام المصرى، «لزوم الحبشتكانات».
ومع كل ذلك، يخرج الناشط الثورى التويتراوى، علينا بغلظ عين، وبجاحة منقطعة النظير، متهما شرفاء الوطن المدافعين عن أمن واستقرار بلادهم، بأنهم لجان السيسى، ومخبرون أمنيون، مع العلم أنه وباعترافه شخصيا، كان يتنقل بين مقرات الأجهزة الأمنية، «كعب داير»، وذهب إلى أبعد نقطة فى حدود خيانة الوطن، بالتعاون مع إسرائيل وقطر..!!
ولك الله يا مصر...!!!