حازم صلاح الدين

من يحارب باسم مرسى؟

السبت، 13 مايو 2017 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إشارتى كانت لبعض الجماهير المأجورة التى هاجمتنى طوال المباراة".. هكذا رد باسم مرسى مهاجم نادى الزمالك على الإشارة التى لوح بها بعد تسجيله هدف فريقه الأول فى مرمى كابس يونايتد ضمن منافسات افتتاح دور المجموعات لبطولة دورى الأبطال الأفريقى .
 
إن دل ذلك على شيئا فيؤكد على أن باسم مرسى مازال لم يتعلم درس آرائه ومواقفه السابقة المثيرة للجدل والتى تسببت فى خروجه الدائم من حسابات الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر، فهو الآن يهاجم جماهير ناديه التى منحته "الشهرة والنجومية"، وحتى وإن خرجت هذه الجماهير عن النص وقامت بسبه - طبعاً هذا مرفوض جملة وتفصيلاً- ولكن كان لابد أن يعى مهاجم الزمالك كيفية التعامل مع الجمهور وطرق احتوائه، نظراً لأنه الخاسر الوحيد من هذه الأحداث مثلما حدث مع بعض اللاعبين ممن سبقوه.
 
مشاهد كثيرة مثيرة، مرت فى تاريخ باسم مرسى القصير مع كرة القدم، منذ انضمامه تحديداً إلى "القلعة البيضاء" مطلع الموسم قبل الماضى، فبعد أن أصبح المهاجم الأول فى ناديه والمنتخب سقط سريعاً ضحية للشو الإعلامى والنجومية الزائفة.
 
كان المشهد الأول لباسم مرسى عندما اختار رقم (22)، فى أول انضمام له للمنتخب الوطنى بعد اعتزال محمد أبو تريكة لاعب الأهلى السابق، فتعرض للهجوم الشرس من بعض الجماهير الأهلاوية، التى قالت على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك.. وتويتر" :" من أنت حتى ترتدى قميص الساحر"، بالتأكيد هذا سلوك خاطئ من هذه الجماهير، لكن رد اللاعب نفسه كان خطيئة كبرى، بعدما قام بالتصوير ومعه " فلفل أحمر" ويرتدى "تيشرت الرقم 22"، ليغيظ الجماهير الحمراء.
 
المشهد الثانى، عندما ظهر بقصات شعر غريبة و"نيولوك" صابغًا شعره باللون الأصفر "الفاقع" فى مباراة ناديه أمام طلائع الجيش فى بطولة الدورى بالموسم قبل الماضى، مما عرضه لحملة سخرية كبيرة من كل ما شاهدوه، حتى وصفته الجماهير بأنه يسير على درب إبراهيم سعيد لاعب الأهلى والزمالك الأسبق الشهير بقيامه بمثل هذه الأفعال، حتى أن "هيما" نفسه نشر عبر حسابه الشخصى على "تويتر" وقتها صورة باسم معلقا عليها قائلاً :"باسم مرسى بيفكرنى بإبراهيم سعيد ياااااااااه ياعبد الصمد" . 
 
المشهد الثالث، جاء مع المقولة الشهيرة لباسم مرسى "مش عارف والله مش متابع" فى تعليق له أداء المنتخب الوطنى ببطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، حتى صارت هذه المقولة أسلوب حياة على "السوشيال ميديا"، بالإضافة إلى العديد من الإعلانات شارك اللاعب نفسه فيها، وناهيك عن ذلك كان صدامه مع كوبر بعد اتهام الأخير له بالتمرد على المنتخب وإدعائه الإصابة خلال مباراة غانا بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018، وهو ما اعتبره المدرب الأرجنتينى تقليلا من شأن المنتخب .
 
ما بين هذه المشاهد، جاءت أحداث كثيرة تخص مهاجم الزمالك مليئة بالسعادة والحزن والغضب، فقد حصد مع ناديه لقبا الدورى والكأس مع أول مواسمه مع "القلعة البيضاء"، ودخل فى صدام شديد مع إدارة ناديه بسبب علاقته بـ"الوايت نايتس"، لكن الأهم فى كل هذه المراحل هو التطور السلوكى فى حياته كلاعب بدأ نجمه يسطع فى عالم الشهرة، فوجدناه يهاجم الجميع سواء جماهير ناديه المنافس، أو حتى النقاد الرياضيين الذى يحللون أداءه، وبدأ يستغل حسابه على مواقع التواصل الاجتماعية ليشن هجومه ويستفز الجماهير، ومن أبرز الأمثلة رفضه نصيحة "الثعلب الصغير" حازم إمام نجم الزمالك والمنتخب السابق حينما قال إن مستواه تراجع منذ فترة بسبب عدم تركيزه فى الملعب والتركيز مع الجماهير، فخرج بعدها المهاجم الصاعد يرد قائلاً :" من ينتقدنى لا يعلم شيئاً ولا يعرف من هو باسم مرسى"، بالإضافة إلى دخوله فى أزمات مع بعض لاعبى الأندية الأخرى خلال المباريات والعقوبات الدائمة من ناديه ضده بسبب ضرب قرار إدارته الزمالك بعدم استخدام انستجرام أو الفيس أو تويتر "عرض الحائط".
 
كل تلك المشاهد تقودنا إلى سؤال مهم: من يكره ويحارب باسم مرسى ؟ .. الإجابة لا تحتمل الكثير من التفكير، لأن من يحارب باسم مرسى هو باسم مرسى نفسه، فقد تناسى أنه مازال فى بداية مشواره الكروى وأمامه الكثير حتى يتباهى ببطولاته، وهو الوحيد القادر على إنقاذ ذاته قبل الدخول فى أزمات متتالية تقوده فى النهاية إلى السقوط فى بئر النسيان، فنتمنى أن يراجع نفسه ويعلم جيداً أن الالتزام من عدمه له شأن كبير فى اختفاء وبزوغ نجومية لاعبى الكرة، فالساحرة المستديرة داخل مصر شهدت العديد من رؤوس الحربة أو صناع اللعب الهدافين الأفذاذ، لكن أصحابها لم يستغلونها بسبب التصرفات "الطائشة".
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة