يوماً تلو الآخر، تزايدت حدة الأزمة التى تسبب فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الـ"FBI" جيمس كومى وعرقلة سير التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ومع تزايد الدعوات إلى تحقيق عاجل مع الرئيس ترامب أمام المدعى العام الأمريكى، وتلميح العديد من الصحف الأمريكية إلى احتمالات عزله على غرار فضيحة ووترجيت التى انتهت بإقالة الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، فجرت صحفاً أمريكة اليوم قنبلة من العيار الثقيل حيث نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسئولين أمريكيين قولهم إن ترامب كشف معلومات سرية جدا لوزير خارجية روسيا سيرجى لافروف وسفيرها فى واشنطن سيرجى كلسياك أثناء لقائه بهما الأسبوع الماضى، وقالت المصادر إن ما كشفه ترامب قوض مصدر مهم للاستخبارات عن تنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التى تحدث عنها الرئيس تم تقديها من قبل شريك لأمريكا عبر ترتيب خاص لتبادل المعلومات الاستخباراتية التى تعتبر حساسة للغاية والتى تم حجب تفاصيلها من حلفاء لها، ومقيد تداولها بشدة حتى داخل الحكومة الأمريكية نفسها.
ولم يقدم الشريك، الذى لم تكشف الصحيفة هويته ، الإذن للولايات المتحدة بمشاركة المواد مع روسيا. وقال المسئولون إن قرار ترامب بفعل هذا يعرض للخطر التعاون مع دولة حليفة لديا قدرة على الوصول إلى الدوائر المقربة من داعش.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار مسئولى البيت الأبيض قاموا بعد اجتماع ترامب مع المسئولين الروسيين باتخاذ خطوات لاحتواء الضرر بما فى ذلك الاتصال بوكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومى الأمريكى.
وقال أحد المسئولين المطلع على الأمر إن ما كشف عنه ترامب معلومات كودية، مشيرا إلى أحد مستويات السرية التى تستخدمها وكالات الاستخبارات الأمريكية. وأضاف أن ترامب كشف معلومات للسفير الروسى أكثر من التى تشاركها واشنطن مع حلفائها.
وتقول واشنطن بوست إن هذا الكشف يأتى فى الوقت الذى يواجه في الرئيس ترامب ضغوطا قانونية وسياسية متزايدة فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، لاسيما بعد إقالة كومى من منصبه، والتى أشار لاحقا إلى أن التحقيق الذى يجريه الإف بى أى عن صلة موسكو بحملته كان عاملا فى اتخاذه قرار الإقالة. وبعد يوم من هذا القرار، استقبل ترامب فى المكتب البيضاوى كلا من لافروف وكيسلاك. وخلال هذا الاجتماع كشف ترامب تفاصيل تهديد إرهابى من قبل داعش باستخدام أجهزة اللاب توب على متن طائرة.
غير أن البيت الأبيض قلل من أهمية ما ورد فى تقرير الصحيفة الأمريكية، بحسب ما أفادت مجلة تايم. ونبذ ثلاثة من المسئولين الأمريكيين الذين شاكوا مع الاجتماع مع الروس فى 10 مايو بشدة ما نشرته واشنطن بوست، وقالوا إنه لم يتم مناقشة مصادر أو أساليب استخبارات، لكنهم لم ينفوا كشف معلومات استخباراتية.
وقال مستشار الأمن القومى إتش أر ماكميستر للصحفيين خارج البيت الأبيض إنه كان موجودا فى غرفة اجتماع ترامب بالروس، ولم يحدث ما قالته واشنطن بوست. واضأف أن الرئيس ووزير الخارجية الروسى راجعا سلسلة من التهديدات المشتركة للبلدين من بينها التهديدات للطيران المدنى. ولم يحدث فى أى وقت أن تمت مناقشة مصادر أو أساليب استخباراتية، ولم يكشف الرئيس أى عمليات عسكرية لم تكن معروفة بالفعل.
وقد أعرب عدد من نواب الكونجرس عن صدمتهم ومخاوفهم بشأن ما كشفت عنه واشنطن بوست. وقال السيناتور الديمقراطى البارز بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، إنه من الواضح أنهم (فى إدارة ترامب) فى دوامة هبوطية الآن، ويجب الوصول إلى طريقة للتغلب على كل ما يحدث". وأضاف أن الفوضى التى يخلقها غياب الانضباط تنشىء بيئة مثيرة للقلق.
بينما قال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشارلز شومر إنه لو صح تقرير واشنطن بوست فإن مقلق للغاية.. فالكشف عن معلومات سرية على هذا لمستوى خطير للغاية ويخاطر بأرواح الأمريكيين ومن يجمعون تلك المعلومات لصالح واشنطن، مضيفا أن الرئيس يدين لمجتمع الاستخبارات والشعب الأمريكى والكونجرس بتفسير واضح.
بينما أكد متحدث باسم رئيس مجلس النواب بول ريان على أهمية حماية المعلومات الاستخباراتية الحساسة.