البعض يتهم مواقع التواصل، فيس بوك وتويتر، بترويج القضايا التافهة على حساب القضايا الجادة، ويرد فريق بأن القضية التافهة لشخص قد تكون مهمة لآخرين، ثم إن مستخدمى هذه الأدوات ليسوا كلهم خبراء. وليس لديهم أدوات للتفرقة بين الخبر الصحيح والشائعة، وهم أمام منصات تطلق الأخبار بكثافة.
مارك زوكربرج، مؤسس فيس بوك، وفريقه، اعترفوا بأن موقعهم تحول إلى إداة لنشر أخبار موجهة، وأنه يستخدم من قبل حكومات وأجهزة لنشر شائعات، بل والتدخل فى توجيه السياسة والانتخابات، ووعدوا بالحد من هذا، لكن هذا الوعد لا يعنى شيئا، لأن التدخل يقلل من التدفق، فضلا عن عدم امتلاك إمكانية لفرز الشائعات من الأخبار. وتحقق النميمة والشائعات حسب بعض التقديرات 60% من الاهتمام أضعاف ما تحققه الأخبار الحقيقية.
وإذا كان هذا حال القائمين على الأدوات، فما بال المستخدم العادى؟، ثم بعض من يشكون من النميمة يروجونها خاصة مع الانتقائية تجاه النميمة، القاعدة التى تفرض نفسها فى عالم الـ«سوشيال ميديا»، وفى ظل صراع دعائى تسويقى، أن النجومية لصالح من يخترعون معارك مهما كانت سطحيتها.
هناك تزاحم على الكاميرات، والأضواء بين مئات الملايين من البشر حول العالم، وملايين فى كل بلد، وأكثر الفيديوهات التى تجذب الأنظار واللايكات هى التى تتضمن معارك بين ضيوف «التوك شو»، عندما يتشابك الضيفان ويمسك كل منهما بتلابيب الآخر ويتبادلان الشتم والسب، والرمى بزجاجات المياه، وحبذا لو تبادلا «البصق» والصفع ومزق أحدهما ملابس زميله، هنا تكون الحلقة حققت الهدف منها، ليس فقط على الفضائية، وإنما على قنوات يوتيوب، ومعها ما يتوفر من رقصات غريبة، أو لقطة إنسانية مؤثرة، أو حكاية جذابة، أو نملة تمشى على سلك كهرباء، أو قضية حرجة ومثيرة، مثل تحول الجنس، أو قراءة الطالع والنازل.
حتى برامج الخرافة تحتاج إلى التجديد، لدرجة تقديم منجمة تقرأ الطالع من المؤخرة، ويعتبرها أحدث أنواع قراءة الطالع، وطبعا لن يتفرغ العلماء والباحثون للبرهنة على أن قراءة البخت من المؤخرة أو القفا أو حتى رباط الجزمة، المهم أن يحصل على اهتمام المشاهدين، و«لايكات» أو حتى لعنات.
اللعنات تساعد فى التسويق، حيث تسقط الحواجز بين المستمع والمتحدث والمتابع، وأحيانا تبدو «الهبل والشيطنة» جزءا من عملية تسويق يتنافس فيها ملايين على عقول وقلوب المشاهدين، وحتى من يشكون من التفاهة أو النميمة والشائعات، يساهمون فى ترويجها وتسويقها، ورزق النمامين على «المفيسين».