قبل أيام من انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى السعودية، أشارت عدد من التقارير الإخبارية إلى اتفاق بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع عدد من الدول العربية والإسلامية على تشكيل "ناتو عربى إسلامى سنى" لمكافحة الإرهاب والتطرف فى المنطقة.
فكرة تشكيل تحالف إسلامى عسكرى بين الدول العربية أطلقها ولى ولى العد السعودى الأمير محمد بن سلمان، منتصف ديسمبر 2015، والذى كشفت عن قيادة المملكة العربية السعودية للتحالف الذى يضم 34 دولة والتى ستتولى مهمة التصدى للإرهابى وتشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق فى الرياض.
وكشف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن القمة العربية - الإسلامية - الأمريكية، المقررة الأحد المقبل، تأتى فى ظل تحديات وأوضاع دقيقة يمر بها العالم، معرباً عن أمله أن تؤسس لشراكة جديدة فى مواجهة التطرف والإرهاب.
وتحضيراً للقمم الثلاث (الخليجية، والخليجية - الأمريكية، والعربية - الإسلامية - الأمريكية) فى العاصمة الرياض، يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى اجتماعاً غد الأربعاء لبحث تنسيق المواقف المشتركة بين دول المجلس قبيل القمم الثلاث الأهم خلال العام الجارى.
حول ما تردد من نية الولايات المتحدة والدول العربية تشكيل ما يعرف بـ"حلف عسكرى عربى سنى"، قال رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، السفير منير زهران، ان الدول العربية ترفض الدخول فى سياسية "تشكيل الحلف العسكرى" والتى رفضتها الدول فى "مؤتمر باندونج" فى إندونيسيا عام 1955، مشيرا لاتجاه عدد من الدول العربية لتشكيل حركة عدم الانحياز فى ظل الصراع بين الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد السوفيتى وحلف وارسو.
وأشار رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الثلاثاء، لتعرض مصر لضغوطات من الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب رفضها الانضمام لـ"التحالفات العسكرية"، معربا عن دهشته من إعادة طرح نفس الفكرة التى رفضتها الدول العربية فى خمسينيات القرن الماضى وتعيد طرحها فى إطار حلف عربى أو إسلامى.
وأكد السفير منير زهران ان الرئيس الامريكى دونالد ترامب بمشاركته فى القمة التى ستحتضنها السعودية يريد أن يتحدث للعالمين العربى والإسلامى كما أتيحت الفرصة للرئيس الامريكى السابق باراك أوباما للحديث للعالم الإسلامى عام 2009، مستعبدا فكرة تشكيل حلف عسكرى إسلامى بمشاركة الولايات المتحدة.
وأشار السفير منير زهران إلى الاقتراح المقدم بشأن تشكيل قوة عربية مشتركة، مؤكدا ان الفكرة تم وأدها فى مهدها حيث تم توجيه الدعوة للعرب لتشكيلها خمسينيات القرن الماضى، إضافة لإعادة طرحها مؤخرا خلال فترة تولى الأمين العام السابق للجامعة العربية نبيل العربى.
وحول أبرز الملفات التى من المقرر ان يناقشها الزعماء العرب مع الرئيس الأمريكى فى قمة الرياض المقبلة، أكد زهران ان التعاون بين تلك الدول لتبادل المصالح المشتركة لإفادة الشعوب، موجها رسالة للدول المشاركة فى تلك القمة بالقول: "تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان".
بدوره قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسن هريدى، أن فكرة تشكيل "حلف عسكرى إسلامى سنى" هى أمريكية اسرائيلية منذ فترة وتبلورت بشكل محدد خلال ادارة الرئيس السابق دونالد أوباما، موضحا أن الأخير كان يسعى لتشكيل تحالف اقليمى يضم الدول العربية وإسرائيل للعمل تحت استراتيجية الولايات المتحدة فى العالم والمنطقة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الثلاثاء، ان إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طرحت فكرة "تشكيل تحالف عسكرى إسلامى سنى" بطريقة مبتكرة عن إدارة أوباما، مشيرا لربط الإدارة الأمريكية لتشكيل الحلف بفكرة تسوية القضية الفلسطينية وإعادة تشكيل التحالفات فى المنطقة.
وأوضح السفير حسين هريدى ان موقف الادارة الامريكية الحالية يرى ان التحدى الرئيسى هو مواجهة النفوذ الايرانى وجماعات الإرهاب، مؤكدا ان ما يتم سيتم مناقشته تحالف بين إسرائيل والدول العربية الموقعة على اتفاقيات سلام ودول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة فى مقابل تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.