يترقب الإيرانيون بشغف الانتخابات الرئاسية التى ينافس فيها الرئيس الحالى والمرشح الإصلاحى حسن روحانى، 4 مرشحين آخرين، وهم رجل الدين المقرب من خامنئى إبراهيم رئيسى، ووزير الثقافة الأسبق مصطفى مير سليم، والوزير الأسبق مصطفى هاشمى طبا، ونائبه جهانجيرى، يتابع الملايين خارج إيران المشهد بمزيد من القلق والترقب، آثار تلك الانتخابات على الإقليم، لما تمثله إيران من حضور وتداخل فى مصالح العديد من دول الشرق الأوسط فى ميادين الصراع داخل المنطقة، وفى مقدمتها سوريا والعراق.
تمتد أذرع طهران إلى عمق بغداد، وتتغلغل داخل مؤسساتها منذ أن سحنت لها الفرصة بمد يدها فى هذا البلد منذ الاحتلال الأمريكى 2003، واستغلت الأزمة الأمنية التى يمر بها العراق مؤخرا، لتؤسس لتحالف سياسى أمنى اقتصادى وحتى عقائدى، وتحظى حكومة العبادى بتأييد ودعم كبيرا من حكام طهران، وبدعوى محاربة داعش الذى أصبح يهدد أمنها على الحدود مع العراق، كثفت طهران من وجودها داخل العراق عبر إرسال ضباط ومستشاريين عسكريين وقوات إيرانية بشكل مباشر فى الساحة العراقية، وتشكيل ما أصبح يعرف بـ"قوات الحشد الشعبى الشيعية، وجعلها نواة للجيش الشيعى الطائفى فى المنطقة، وتربى لدى حكام إيران قناعة منذ الحرب العراقية الإيرانية فى ثمانينيات القرن الماضى بضرورة التواجد فى هذا البلد لتأمين فنائها الخلفى من أى ضربة أمنية.
يتفهم المرشحون الخمس للانتخابات الإيرانية هذا دور دولتهم العميقة فى الإقليمية، بالإضافة إلى أن الصلاحيات التى تمنحها لهم منصب رئيس الجمهورية لا تمكنهم من تغيير أو رسم ملامح والخطوط العريضة لسياسات طهران ودورها الاقليمى، لذا أيد المرشحون دور بلادهم الإقليمى.
حسن روحانى فى الجولات الانتخابية
ففى حال فوز المرشح المعتدل، روحانى لن يتغير شكل الوجود الإيرانى فى العراق، حيث يؤيد الوجود الإيرانى فى سوريا والعراق ودعم بلاده للمتمردين الحوثيين فى اليمن، وهو ما أكد عليه خلال المناظرات الانتخابية، كما أن الأمر لا يختلف كثيرا فى حال فوز منافسه الأصولى إبراهيم رئيسى، الذى أيد هو الأخر ذلك الدور داعيا شعوب سوريا والعراق إلى أن تقرر مصيرها بنفسها.
فى المقابل، وفى ميدان آخر من ميادين الصراع داخل المنطقة، تدعم إيران وحلفاءها من أمثال حزب الله، النظام السورى، وقدمت دعم لا متناهى للرئيس بشار الأسد، بما فى ذلك الدعم اللوجستى والتقنى والمالى وإدخال ميليشيا أفغانية وجنسيات مختلفة مدربة على القتال إلى المعارك الدائرة فى الساحة السورية، بهدف الحفاظ على كارت الحليف السورى.
وفى حال فوز روحانى، لن يتغير الوجود الإيرانى فى سوريا، وفى المناظرة الانتخابية الثانية التى عقدت يوم الجمهة 5 مايو، أكد الرئيس الإيرانى الحالى والمرشح على أن بلاده و"بقوتها الدبلوماسية" تتفاوض اليوم لحل الأزمة السورية، مضيفا أن "دبلوماسيينا وإلى جانب مقاتلينا يقومون بإحياء حقوقنا المتبقية".
ابرهيم رئيسى مرشح المرشد
أما المرشح المقرب من خامنئى فهو الآخر أيد دور طهران فى سوريا، ورأى خلال المناظرات "أن مستشارو طهران فى سوريا يقومون بالدفاع عن الأمن القومى"، ودعا دولا إقليمية تترك الشعب العراقى لتقرير مصيره.
وتبقى ملامح دور طهران الإقليمى مرتبط بهرم السلطة، حيث يرسم المرشد الأعلى خامنئى - الذى يمتلك كافة الصلاحيات - الخطوط العريضة للسياسة الخارجية، ودور بلاده فى الإقليم، وبحسب الدستور الإيرانى يبقى رئيس الجمهورية عاجزا عن تغيير هذا الدور، لذا لا يتوقع الكثيرون ولا يعلقوا آمالهم على الرئيس المقبل من أجل إحداث تغييرات كبيرة فى سياسات طهران الخارجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة