وصل الصراع على مقعد الرئاسة فى طهران مداه مع آخر أيام الحملات الدعائية للمرشحين، فى وقت يراهن فيه التيار المتشدد الذى يصطف خلف مرشحه "إبراهيم رئيسى" القاضى المقرب من المرشد الأعلى، والمنافس الأبرز للرئيس الحالى روحانى، على حسم السباق غداالجمعة، حيث يحتل رئيسى المرتبة الثانية فى استطلاعات الرأى غير الرسمية بعد روحانى بفارق ضئيل، ما قد يشير إلى احتمالية الذهاب إلى جولة اعادة.
وفى حال فوز المرشح المحافظ الذى عرف اعلاميا بـ"قاضى الاعدامات"، والذى يحظى بدعم المؤسسة الدينية والحرس الثورى وقوات الباسيج، سوف يواجه توقعات جموع الايرانيين لإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية، وحل مشكلة تفشى البطالة وتوفير المساكن ومساعدة الشباب على الزواج فى سن مبكرة، والإصلاح السياسى وتحسين وضعه المعيشى والمساواة بين الجنسين والمزيد من الحريات.
ابراهيم رئيسى
الانتعاش الاقتصادى
كما سيجد رئيسى نفسه حال نجاحه فى الانتخابات الرئاسية، أمام اختبار حقيقى لتنفيذ شعاره وهو "حكومة العمل والكرامة" الى جانب وعوده الإقتصادية، حيث وعد المرشح المحافظ بمضاعفة الدعم النقدى الذى يحصل عليه الإيرانيون شهريا، لافتا الى إنه سيحارب التهرب الضريبى وتوفير مليون ونصف فرصة عمل، فى مغازلة صريحة للفئات المهمشة، مؤكدا انه يمتلك 17 برنامجا لرفع الحرمان عن الطبقات التى تعانى في ايران، غير أن زياردة الدعم سيكون أكبر اختبار له فى وقت حذر فيه الإصلاحيين من أى زيادة مستقبلية سيتبعها ـ بطبيعة الحال ـ ارتفاع فى معدلات التضخم.
انصار التيار المحافظ
الحريات
ورغم أن الايرانيون يعقدون آمالهم على الرئيس المقبل لرفع سقف الحريات والحقوق الاجتماعية والمدنية، إلا أن المرشح المتشدد تجنب الحديث بشكل صريح عن الحريات، لكنه بعث رسالة إلى الفئات الشابة وكتلة المرأة - التى يعلم يقينا بانحيازها المسبق لمنافسه الاصلاحى وتحميلها للتيار المحافظين المسئولية عن تراجع حقوق المرأة الإيرانية منذ ثورة الخمينى- عبر مقطع فيديو بثه على شبكات التواصل الاجتماعى، تحدث فيه عن زوجته وشهاداتها الجامعية وكيف جعلها هى ونجلته يتحركان بحرية خارج المنزل، وهو تقليد كان غريب على رجال الدين الذين لا يكشفون عادة عن شخصيات زوجاتهم، وبالنهاية يعجز الرئيس عن التحكم فى الحريات، فقناعة الناخب الايرانى تؤكد بأن هناك مؤسسات دينية وأمنية آخرى تحدد حرياتهم.
رئيسى مع انصاره قبيل ساعات الصمت الانتخابى
الانفتاح.. هل يقبل المرشح المحافظ فى السياسة الخارجية؟
لم يشير رئيسى صراحة إلى انفتاح وجذب للاستثمارات داخل بلاده، غير أنه نفى - فى حشد من انصاره فى قاعة صلاة فى طهران - أن يكون ضد انفتاح إيران على العالم، كما يتهمه المعتدلون والإصلاحيون، وأكد على أنه "مؤمن بالتفاعل مع كل الدول ولكن بكرامة"، مشددا على أن مشاكل إيران لا يمكن أن يحلها الأمريكيون والغرب، وفى تصريح أخر له قال: "إننا لانقول بإقامة علاقات سيئة مع الأجانب بل ندعو الى علاقات مع دول العالم تقوم على اساس دبلوماسية العزة.
وفى حال صعوده سيكون مجبرا على تطبيق شعاره، وهو ما قد يجعله فى موقف حرج أمام مؤسسة الحرس الثورى أكبر المساندين له والتى تعارض نهج الانفتاح.
ملتزم بالاتفاق النووى
واعتبر رئيسى أن الاتفاق النووى بحاجة إلى "حكومة مجاهدة ثورية تستوفي الحقوق النووية"، ما يعنى أنه حال فوز مرشح المرشد سيشكل حكومة ثورية لاستيفاء تلك الحقوق، إذ أن رئيسى لن يكون لديه صلاحية لإدخال أى تعديل علي الاتفاقية، وفى خضم الدعاية الانتخابية أعلن رئيسى التزامه بالاتفاقية النووية الموقعة فى 2015، ووصفها بالوثيقة الوطنية، ونجاح رئيسى لن يُنهى الاتفاق النووى مع الغرب كما يعتقد البعض، فضلا عن أن صلاحيات منصب رئيس الجمهورية فى إيران لا تخول لأى رئيس مقبل خيار رفضها أو إجراء تعديل عليها، طالما أنها حازت موافقة هرم السلطة المتمثل فى المرشد الأعلى خامنئى، لكن ذلك لم يمنعه من استغلالها للهجوم على مرشحه الإصلاحى فى الدعاية الانتخابية واعتبر أن الغرب لم يفى بوعوده فى رفع كافة العقوبات، وقال "إن بلاده أثبتت حسن نيتها بالالتزام الكامل بتعهداتها، وعلى الغرب أن يعلم أن الاتفاق النووى هو وثيقة دولية أقرت فى المحافل الدولية، ويجب احترامه والالتزام به، وليس من المقبول أن يلتزم طرف به فيما الطرف الآخر لا يفعل ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة