لدينا مؤشر مهم وواضح نقيس عليه مدى نجاح الدولة المصرية وعبورها من الفخاخ والمكائد وأشكال الحصار المفروضة عليها، هذا المؤشر يعكس جنون جماعة الإخوان الإرهابية وأجهزة الاستخبارات الأجنبية التى تدعم وجودها، فكلما علا الصراخ والغضب والتحريض على المنصات الإعلامية فى لندن وأنقرة والدوحة، كلما أيقنا أننا نسير فى الطريق الصحيح والعكس أيضًا صحيح.
انظروا مثلا لما أحدثته زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان من ارتباك وتخبط لدى الدوائر العدوة وجماعة الإخوان الإرهابية، فجأة يلتفت العالم أجمع إلى رسالة التسامح والسلام التى يطلقها الحبر الأعظم من مصر أرض الأديان والسلام، وفجأة تتعلق أنظار المليارات حول العالم بروعة الكلمات الطيبة التى ألقاها البابا أو استقبله بها السيسى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس كما تعلقت العيون بالتأمين الصارم والتنظيم الممتاز للزيارة، خصوصًا القداس التاريخى فى ستاد الدفاع الجوى الذى حضره أكثر من خمسة وعشرين ألف وتابعه المليارات على الهواء مباشرة.
فجأة انهارت الدعاية السلبية والتشويه المنظم وكل أشكال الهجوم على مصر وأمنها وشعبها والعلاقة بين المسلمين والأقباط، وكذا العلاقة بين الجيش والشرطة والمواطنين، والتفت العالم إلى صورة مبهرة عن بلد السلام الذى تنطلق منه رسالة البابا نحو السلام والتسامح والمحبة لمواجهة التطرف والعنف وحروب الكراهية، واكتسبت مصر ملايين المتعاطفين والمعجبين والشغوفين بزيارتها لأسباب دينية أو ثقافية أو سياحية ترفيهية، وهنا كان لابد وأن يجن الإخوان ومن يدعمهم من الأجهزة والدول العدوة، لأن جهدهم وملياراتهم طوال السنوات الأربع الماضية لتشويه بلدنا انهار تمامًا.
وعلى الفور تحركت آلة الدعاية الإخوانية القذرة من خلال الخلايا الموجودة فى الدول العربية وخاصة دول الخليج، وبدأوها بأن ضباط الأمن فى المطارات المصرية يحررون محاضر كيدية للسائحين العرب لابتزازهم، وسرعان ما تلقفت مواقع وفضائيات تابعة أو داعمة لهم مثل هذه الشائعات من الدوحة إلى السودان بهدف التأثير على السائحين العرب.
وترافق مع شائعة المحاضر التى تستهدف السائحين العرب شائعات أخرى موجهة للدول الأكثر إقبالًا فى أوروبا وأمريكا اللاتينية على المقاصد السياحية المصرية، لتشويه الصورة البراقة التى تركتها زيارة البابا فرانسيس لمصر، فهل يمكن لدعاة المصالحة أن يفيدونا بكيفية علاج هذا الجنون وتلك الكراهية اللذين أصابا عقول وقلوب الإخوان؟