أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى أن كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة اعتادت على التصريحات العدائية من جانب كوريا الشمالية، لكن بيونج يانج هددت مؤخرا هدفا جديدا بضربة نووية ألا وهو أستراليا.
وذكرت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى – أنه خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس إلى سيدني، حذرت كوريا الشمالية أستراليا ودعتها إلى التفكير مرتين قبل اتباع خطى الولايات المتحدة دون إدراك والتصرف ككتيبة مقاتلة تأتمر بالتوجيهات الأمريكية.
وأوضحت (نيويورك تايمز) أن القوات الأسترالية والأمريكية قاتلتا جنبا إلى جنب فى كل نزاع كبير من الحرب العالمية الأولى وعلاقاتهما وثيقة للغاية حيث وصل 1250 شخصا من سلاح مشاة البحرية الأمريكى (المارينز) مؤخرا إلى مدينة داروين فى أستراليا من أجل تدريبات مشتركة تستمر ستة أشهر، ويتقاسم البلدان معلومات استخباراتية فى البر والبحر وحتى الفضاء الخارجى ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء مالكولم ترنبول مع الرئيس دونالد ترامب الخميس المقبل على متن حاملة طائرات فى نيويورك.
وأضافت الصحيفة إنه ومع ذلك فإن تهديد كوريا الشمالية ضد أستراليا، وهو أمر بعيد الاحتمال كما يبدو، يعد نموذجا على المدى الذى يواجه فيه التحالف العسكرى الأهم للبلاد تحديا جديدا، ألا وهو خطر استدراجها من قبل الرئيس ترامب إلى نزاع أو أزمة أخرى لم تكن متوقعة تزعزع استقرار المنطقة، وتثير غضب شركائها التجاريين أو تجبرها على الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة أو الصين.
ونقلت الصحيفة عن أشلى تاونسند، الباحث فى مركز الدراسات الأمريكية بجامعة سيدني، قوله إن "السؤال هو: ما الذى ستستدرج أمريكا أستراليا إليه؟ فهذا هاجس مخيف للغاية بالنسبة للأستراليين الذين يرى الكثير منهم ترامب على أنه قائد أعلى غير ثابت المواقف ويهتم بمصالح بلاده بدرجة أعلى بكثير من أى شيء آخر".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أزعج أستراليا بالفعل بمكالمة هاتفية أنهاها بحدة مع ترنبول وبدت وأنها تنكر الدور التاريخى لأستراليا كصديق يعطى دائما أكثر مما ينال.
ولفتت الصحيفة إلى أن نهجه غير المتوقع الآن يذكى نقاشا وطنيا بشأن علاقة أستراليا بالعالم وخاصة الولايات المتحدة وأثار رئيس الوزراء الأسبق بول كيتينج الأسبوع الماضى النقاش، وبضرورة أن تنهى أستراليا وضعها كدولة تابعة.
ونوهت الصحيفة إلى أن أستراليا تجد نفسها بالضرورة لا تستطيع سوى السير فى ركاب شريكها التجارى الأكبر، الصين، وحليفها القوي، الولايات المتحدة، فى ضوء ارتباط عسكرى تعزز بفعل حربى العراق وأفغانستان والمزيد من الاتفاقات مؤخرا من أجل توسيع المشاركة الأمريكية تدريجيا فى داروين.
ووفقا للصحيفة فإن ما تحاول أستراليا والولايات المتحدة حاليا العمل على النجاح فيه هو كيفية إدارة الزخم العسكرى فى جزء يزداد توترا من العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة