أمس الأول تحدث الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، عن وجه إعلامى إخوانى آخر، بخلاف الوجوه التى اعتدناها مؤخراً، ورغم أن هذا الوجه معروف بإخوانيته منذ نشأته، لكن كان البعض يحاول أن يصبغ عليه الصبغة الحيادية فى تناوله للموضوعات.
الدكتور قرقاش قال فى مجموعة تدوينات على موقع تويتر: «إن من قواعد العمل السياسى أن تبنى الثقة مع حلفائك ولا تطعن فى الظهر، وأن تكون قراراتك بحجم قدراتك، وأن تقدم المصلحة العامة على الخاصة، وبعد فشل مشروع الإخوان فى التجربة والتطبيق تحول إلى مشروع إعلامى لئيم، متقطع الصوت هامشى التأثير، «الهافنجتون بوست» العربية أحد أبواقه، مؤكداً أن «الخط التحريرى لهافنجتون بوست العربية حزبى إخوانى بامتياز، تغطيته حول مصر خير دليل.
هافنجتون بوست عربى، هو موقع إخبارى باللغة العربية أنشأه الإعلامى الفلسطينى، الإخوانى، وضاح خنفر، المدير التنفيذى السابق فى شبكة الجزيرة الإعلامية كنسخة عربية لهافنجتون بوست الإنجليزية، ويرأس تحريره أنس فودة، الذى سبق واعتقلته السلطات الإماراتية بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان، واعترف وقتها فى التحقيقات بانتمائه للجماعة منذ عام 1988، إذن الموقع إدارة وتحريراً «إخوانى» قلبا وقالبا، ومن هنا أخذ الموقع منذ إطلاقه فى 2015 على يد خنفر وفودة فى الدفاع باستماتة عن جماعة الإخوان الإرهابية، وفى نفس الوقت الهجوم على الدولة المصرية، وكل الدول العربية التى وقفت مساندة لثورة 30 يونيو.
هافنجتون بوست عربى مثله مثل دويتش فيله، وبى بى سى، يتحرك بناء على أجندة معدة له سلفاً، وفى القلب منها الهجوم على مصر ورئيسها وحكومتها، حتى إن حاول الظهور فى شكل المحايد، لأنه فى نفس الوقت يبث السم فى العسل، وهى خلطة أتقنها الإعلاميون المنتمون للإخوان، بعدما انكشفت كل مشروعاتهم الإعلامية التى حاولوا إخفاء مصدرها ولونها الإخوانى منذ البداية.
منذ نشأة الموقع، وقد حوله وضاح خنفر إلى منصة إخوانية هدفها واضح، وهو مصر، فمنذ أن كان يعمل وضاح فى الجزيرة، وهو يكن حقدا وكرها شديدا لمصر، لذلك لم يكن هو رأس الحربة الموجهة من جانب حكومة قطر تجاه مصر من خلال قناة الجزيرة، حيث عهد إليه مهمة «أخونة الجزيرة»، بفتح باب التوظيف للإخوان خاصة من مصر وفلسطين والأردن وسوريا، وفى نفس الوقت استضافه كل قيادات الجماعة على شاشة القناة بشكل يومى، وإجراء لقاءات حصرية مع الشخصيات التى كانت تنتهج سياسة الابتعاد عن الإعلام مثل خيرت الشاطر.
من الجزيرة انتقل وضاح خنفر إلى «هافنجتون بوست عربى»، حيث نقل له نفس التجربة، فعمد على أخونة الموقع، واستعان بأنس فودة لتنفيذ هذه المهمة، فكانت الخطة فى البداية استقطاب عدد من شباب الصحفيين المصريين ليكتبوا فى الموقع، حتى يبعد عنه شبهة الإخوان، وبالفعل انخدع عدد من هؤلاء وبدأوا فى الكتابة للموقع، وكانت الغلبة بالطبع للكتابات المنتقدة لمصر ولثورة 30 يونيو، وبعد ذلك للرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى أن انكشفت حقيقة الموقع وعلاقته بالإخوان لهؤلاء الشباب، فأحجم عدد ليس بقليل منهم على التعامل مع وضاح خنفر وموقعه.
الموقع لا يوجه سمومه وأكاذيبه ضد مصر فقط، وإنما يستهدف كما قلت الدول الداعمة لها، خاصة دولة الإمارات، وهنا تبرز الرغبة فى الانتقام لدى أنس فودة، الذى قضى 35 يوماً فى السجون الإماراتية بتهمة الانتماء للجماعة الإرهابية، فلا يريد أن ينسى ذلك للإمارات فوضعها فى مرمى الهجوم الدائم والمتكرر الملفق دائماً.