هذا إنسان يصعب فراقه.. ففيه كل قيم الوفاء، والصدق، الذى نفتقده فى الكثير، ممن يتصدرون المشهد العام، فى الأزمنة المختلفة.. هو"عادل لبيب" اللواء، والمحافظ، والوزير، وقبل كل هذه الألقاب، يتصدر بنبله الكبير، لقب "الإنسان"، الذى ما غيرته الأيام، ولا بدلته الظروف، ولا أثرت عفيه عوادى الزمن، أن يكون هو نفس الشخص، الذى عرفناه فى العام 1999، حين حل "محافظا لقنا" محافظتنا، التى كانت تنتظره منذ عقود بعيدة، ليمنحها من "إخلاصه" رونق الجمال، والتألق، ويحولها بعطائه اللامحدود إلى "جنة" وارفة الظلال فى أقصى جنوب الصعيد، لتتحول سيرته، وكل ما فعله إلى "أيقونة" يتباهى بها "أهل قنا" ويتمناها أبناء محافظات الصعيد، ومصر كافة.
هو "الإنسان" الذى "صال" و"جال" على صليل الحق، أمسك بمعاول البناء، فشيد نموذجا رائعا، نتباهى به فى الدنيا، فقد كان "عادلا" بعدله، حين لم يفضل أحدا على أحد، ولم يقرب إليه "بطانة" على حساب الآخرين، ولم يبحث له عن "حظوة" خاصة، بل تجرد من كل شىء، ووضع نصب عينيه "قاعدة" ألزم نفسه بها، وهى أن "الكل أمام القانون سواء".
وهو "اللبيب" الذى ما ترك شاردة ولا واردة، إلا أحصاها، وتعامل معها،ومنحها من وقته وجهده الكثير، فأحسن إنجاز المشروعات، ونجح فى رسم ملامح "صورة" متكاملة الأركان، فجاء حصاده لقنا، ولشعبها "وفيرا"، أدرك أهمية المواطن، ودوره فى البناء والتنمية، فأحبه الناس، وذرفوا الدموع أنهارا يوم غادر منصبه إلى "محافظة البحيرة"، واستقبلوه بالزغاريد، يوم أن عاد إليهم "محافظا" فى فترة ما بعد العام ٢٠١١، وهو استقبال قلما يتكرر فى هذا الزمان.
وحين انتقل إلى "البحيرة" ومن بعدها "الإسكندرية"، وحتى بلوغه منصب "المحافظ" لم تنقطع صلتنا- شقيقى مصطفى وأنا- بالأخ الأكبر "اللواء عادل لبيب"، فقد كان ما فعله فى محافظتنا "قنا" دينا فى رقابنا، نعمل على تسديد، ولو جزء منه، كنا نتزاور، ونلتقى على أرضية، ملؤها "الحب" و"الوئام" وتحولت علاقتنا معه إلى "علاقة أخوية" لا تنفصم عراها، مهما بعدت المسافات، فرحنا نشق دروب الوقت، ونقطع مسافاته، لنلتقى فى ود يفوق الوصف، وحب مجرد من كل شىء، إلا علاقة الإنسان بالإنسان.
ولأنه اختار، ومنذ غادر منصبه الوزارى، أن يختلى بنفسه فى منزله، بكفر الشيخ، رحت من جانبى، وكذلك شقيقى "مصطفى" نفد إليه، بين الحين والآخر، نتجاذب معه أطراف الحديث، ونتبادل الذكريات، مستمتعين بحوارات إنسانية، بعيدة كل البعد عن السياسة، وما فيها.. فقط نجدها فرصة، لنعيش لحظات جميلة مع الإنسان "عادل لبيب".
منذ أيام، كنت فى زيارة له، جلست عنده لعدة ساعات، وقبل أن أغادر، قال لى "لن أنسى ما حييت شعب قنا، وأهل قنا.. الرجال، الأوفياء، الذين لولا إخلاصهم ما نجحت تجربة قنا".
وها أنا ذا أنقل رسالة "النبيل" إلى "نبلاء" قنا، الذين أحبهم "عادل لبيب" الرجل الذى لم يصنع فى حياته سوى "الخير" ولم يزرع فى سجله المشرف سوى "المعروف".. فبادله الناس، حبا بحب..وسيبقى ما بقيت الحياة، خالدا فى قلوبنا، وقلوب كل المخلصين من أبناء "قنا" وشعب مصر العظيم.
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل
عادل لبيب من انقي واطهر القيادات اللي كانت في مصر
والله الدولة خسرت كتيير برحيله عن الوزارة