أحمد إبراهيم الشريف

تقليص ميزانية الإنشاءات فى وزارة الثقافة خطأ فادح

الأحد، 21 مايو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نتفق على أن الثقافة هى المنقذ الأول من التردى الذى يصيب الإنسان، وعلى أنها تأخذ بيده من الجهل الذى يجعل منه منغلقًا ومتطرفًا ومتشددًا، إلى تقبل الآخر، وحب الوطن، والانتماء إليه، والدفاع عنه.. لكن علينا أن نتفق أيضًا على أن الثقافة تحتاج إلى مكان تنطلق منه، والمكان يحتاج إلى مصروفات لإنشائه، لكن البرلمان يخفض مصروفات الثقافة لدرجة يصعب معها تحقيق أى شىء.
 
فى الفترة الماضية، طلبت وزارة الثقافة من الدولة فيما يتعلق بالباب السادس بالموازنة الخاصة بالخطة الاستثمارية والمشروعات لعام 2017/2018 مبلغ مليار و639 مليون جنيه، لكن ما تمت الموافقة عليه هو مبلغ 444 مليون جنيه فقط، أى ما يوازى رُبع الميزانية المطلوبة للمشروعات.
 
لو توقفنا عند قصور الثقافة وحدها لأدركنا أنها كانت تحتاج إلى 279 مليونًا و450 ألف جنيه، لكن تمت الموافقة لها على 66 مليونًا فقط، وهو نصيبها من الباب السادس للموازنة.
 
الزيادة التى تقدمت بها قصور الثقافة تأتى للانتهاء من تنفيذ 35 مشروعًا ثقافيًا فقط بالمحافظات، بالطبع المبلغ المخصص لها حاليًا لا يكفى للانتهاء من ربع هذه المشاريع.
 
اللافت للنظر فى هذه الأمور هو التراجع، ففى السنة المالية 2015/2016 كانت ميزانية الإنشاءات فى قصور الثقافة تبلغ 180 مليون جنيه، تم تخفيضها إلى 88 مليون جنيه فى عام 2016/2017، وهو ما أثر على عملية تطوير القصور، وها هى تصل العام الجارى إلى 66 مليونًا.
 
هذا التراجع ليس جيدًا، ولن يسمح بحركة ثقافية للأمام أبدًا، بل سيعمل على تفاقم الأزمات، ولن نجد مكتبات أو مواقع ثقافية منتشرة فى كل ربوع مصر، وهذا أمر لو تعلمون خطير.
 
نعرف جميعًا أن مصر بها أزمة اقتصادية، وأن الأمور تحتاج وقتًا لتصبح بشكل أفضل، لكن الأمور الثقافية تحتاج إلى رؤية أكثر اتساعًا، لأنها سلاح قوى لمواجهة العدو الأول الذى يواجه الإنسان المصرى، وهو الجهل والتطرف.
 
ما أريد قوله إن الثقافة ليست رفاهية كما يظن البعض، والذين أرادوا تقليص الميزانية، فإن ذلك يأتى على حسابها، وحساب منشآتها، فالجميع يعرف، وأولهم البرلمان، أن معظم ميزانية وزارة الثقافة تضيع فى رواتب الموظفين، وهذه أمور تفاقمت بشكل كبير، لكن الحلول لا تكون على حساب المادة الثقافية المقدمة، ولا المكان المعد لتقديم هذه المادة.
 
 
أتمنى أن تفكر الدولة بطريقة أكثر إيجابية فى هذه النقطة، وأرجو من البرلمان أن يعتبر إنشاء مكتبة أو قصر ثقافة فى مركز أو قرية فى مصر بمثابة انتصار كبير لصالح التنوير، وضد الإرهاب والتطرف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة