مرارة الشىء لا تنفى وجود الحلو فيه، والمرض لا ينفى وجود الصحة، هكذا عزف محمد المهدى، المتخصص فى العلاج بالموسيقى على نقاط الضعف والقوة فى الإنسان وتوحد مع تجربة الموسيقى لتثبت دورها فى صنع الراحة النفسية للأصحاء والعلاج للمرضى النفسيين.
قال المتخصص فى العلاج بالموسيقى، إنه أحد أنواع العلاج النفسى الجماعى، والذى يساعد الشخص على أن يكون أكثر مرونة وتعاملا مع مشاعره وإدراكه عن التجربة التى مر بها، مضيفا أنها للجميع سواء أصحاء أو مرضى نفسيين، إذ أن هذه الطريقة تكون باستخدام الفن من أجل إعادة تأهيل الشخص الذى تعرض لصدمة صعبة ولا يتمكن من التعايش مرة أخرى معها.
محمد المهدى متخصص العلاج بالموسيقى
وأضاف مهدى، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أنه بالفن يمكن إعادة تأهيل إحساس الشخص بالأمل، بحيث يصبح أكثر مرونة فى التعامل مع الشعور بالتعب النفسى، وما يحدث داخل الجلسة أن المختص يسيطر على المريض وخبرته السابقة من جهة المشاعر، ويقوم بتعديل السلوك عن طريق الفن من خلال الموسيقى والدراما وغيرها من الأشكال، والتى تفيد كثيرا فى التعامل مع اضطرابات الشخصية والإدمان والأمراض النفسية بشكل عام.
ولفت مهدى إلى أنه بدأ فى هذا المجال بمحض الصدفة من 10 سنوات، إذ استعان به أستاذ الطب النفسى وأحد رواده فى مصر الدكتور يحيى الرخاوى، فى جلسات العلاج بالموسيقى، أو ما يسمى بالسوسيو دراما، وتنقسم هذه الجلسة إلى جزء إحماء وتأهيل المجموعة ثم إجراء "التيمة" المناسبة للموسيقى والتأثير فى المرضى بأهمية الإيقاع فى الحياة.
معدات جلسة العلاج بالموسيقى
وأوضح مهدى، أن الإحماء يكون من خلال تحريك الوجه والجرى فى المكان ثم خطوات بسيطة بحركات التناغم مع الموسيقى، مؤكدا "كلنا لدينا أمراض بسيطة داخلية ولكن عندما تستمر وتظهر يكون من الواجب أن نواجهها وذلك من خلال العلاج النفسي الجماعى بجانب العلاج الدوائى".
جانب من جلسة العلاج بالموسيقى للأصحاء بحضور خبراء طب نفسى أجانب
فيما أشار مهدى إلى أن هناك أيضا تدريبات للتوافق العقلى العصبى كجزء من هذه الجلسات العلاجية، والتى تقضى على التوتر عن طريق بعض الألعاب البسيطة وتكون من خلال حركة الجسم مع تسلسل الأفكار، فبالتالى يحدث تناغم ومرونة أكثر للشخص مع الأفكار التى تحيط به.