الضربات القاصمة التى نفذها نسور القوات الجوية المصرية، ضد معسكرات القاعدة فى درنة الليبية، جاءت بعد ساعات قليلة فقط من تنفيذ مجموعة من الإرهابيين الوافدين عبر الصحراء الليبية لعملية خسيسة لإرهابيى القاعدة والفصائل التابعة، قتلوا فيها مجموعة من المواطنين المصريين الأقباط وهم فى طريقهم للصلاة فى دير الأنبا صموئيل بالمنيا، الأمر الذى يؤكد أن مصر وقيادتها السياسية وقواتها المسلحة فتحت بالفعل صفحة جديدة على مسار مواجهة وردع الإرهاب الوحشى والإرهابيين الذين يستهدفون المجتمع المصرى وسلامة الدولة المصرية.
هذه الصفحة الجديدة فى مواجهة وردع الإرهاب والإرهابيين، عبر عنها الرئيس السيسى فى خطابه الأخير بقوله، إن قواتنا لن تتردد فى ضرب معسكرات الإرهابيين فى الداخل والخارج، مادام هؤلاء الإرهابيون مازالوا يستهدفون إسقاط الدولة المصرية وإحداث فتنة بين المسلمين والأقباط، وتصدير صورة غير حقيقية بأن الأقباط غير آمنين بهدف ضرب تماسكنا، مشددًا فى الوقت نفسه على ضرورة معاقبة الدول التى ترعى وتمول وتدعم الإرهابيين ومعسكراتهم.
مواجهة الإرهابيين فى الداخل والخارج وانطلاق الضربات المصرية ضد معسكرات القاعدة فى درنة الليبية بالتوافق والتنسيق مع المؤسسات الوطنية الليبية، يقلب موازين الدول الراعية للإرهاب، خاصة بعد إعلان الرئيس ترامب دعمه الكامل لمصر والرئيس السيسى فى تلك الحرب المشروعة، فلم تعد حدود هذه الدول ولا مصالحها آمنة وحامية للقيادات التى تتوارى داخل قصورها بينما تمول القتلة والمرتزقة لينفذوا عملياتهم الخسيسة ضد المصريين، ولم يعودوا يمتلكون الغطاء القانونى الدولى الذى يجعلهم بمأمن من المحاسبة الفورية.
لن تتذرع الدول راعية الإرهاب بأنها لا تعتبر القاعدة أو داعش أو الإخوان أو جبهة النصرة تنظيمات إرهابية، فهذا التصنيف الشاذ للإرهابيين على أنهم مواطنون صالحون لا يعنينا فى شىء ما داموا يتجاوزن ويتسللون إلى حدودنا أو يجتذبون شبابنا إلى أفكارهم التدميرية أو يحاولون تشكيل جماعات تابعة لهم على أراضينا، ومادامت هذه الدول تدعم وتسلح وتوفر الملاذات الآمنة لكلاب التنظيمات الإرهابية، فهى تستحق ما يجرى عليها من عقوبات رادعة وضربات تجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تعلن حربها القذرة علينا.