ربما تجد أحدهم يخبرك أن شخصاً تغير حاله بشكل كبير ولكن سرعان ما عاد لطبيعته الأولى، تلك الحالة التى يعبر عنها البعض بمثل "رجعت ريما لعادتها القديمة". فما هى قصة ذلك المثل الذى لا يزال يسرى على الألسنة حتى الآن؟
يعتبر مثل رجعت ريما لعادتها القديمة من الأمثال الشعبية المنتشرة بشكل كبير حيث يستخدمه الناس التعبير عن عدم تغير الحال مهما اختلف شكل الواقع فدائماً ترجع الأمور إلى سابق عهدها.
يرجع أصل هذا المثال إلى قصة قديمة وهى قصة "حليمة" زوجة حاتم الطائى، فالمثل الصحيح هو "رجعت حليمة" وليست ريما، ولكن المثل انتشر بهذا المسمى، وحليمة هى زوجة حاتم الطائى الرجل الذى اشتهر بالكرم والجود على كل المحيطين به، وكانت زوجته تتصف بالبخل بين جيرانها.
يحكى أنها كانت تقتصد فى استعمالها لكل شىء، حتى أنها كانت تضع السمن عند الطهى بأصغر ملعقة لديها، وذات يوم أراد زوجها أن يعلمها الكرم فروى لها قصة من الأثر أن الأقدمين قالوا كلما قامت المرأة بوضع ملعقة سمن زائدة بالإناء عند الطهى كلما ازاد الله فى عمرها يوماً، فأخذت حليمة تستخدم السمن بسخاء عند الطهى حتى تعودت على ذلك وأصبح طعامها طيباً.
وفى يوم أصابها مصيبة عندما توفى ابنها الوحيد والذى كانت تحبه كثيراً، حزنت عليه بشدة حتى وصل بها الأمر أنها تمنت الموت، لذا عادت تقلل السمن فى الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس "رجعت حليمة لعادتها القديمة" وانتشر المثل بسبب تلك القصة.