الكاتب الساخر والعظيم، أحمد رجب، وصف دويلة قطر، فى نافذته الشهيرة «نص كلمة» بجريدة الأخبار، قائلا: «الزائدة الدودية هى أصغر عضو غير عامل فى الجسم الإنسانى، فهى بلا وظيفة ولا منفعة لكنها دائما تحاول إثبات وجودها صوتيا بالصراخ والضجيج وهى ملتهبة، وصراخها أكبر من حجمها وحجمها أصغر من ضجيجها، والزائدة الدودية فى الجسم العربى هى قطر».
توصيف الكاتب الساخر أحمد رجب لدويلة قطر، بأنها زائدة دودية، يتسق مع حجم هذه الدويلة، ومع أميرها «أبوشبشب بصباع» تميم بن موزة، فهى بقعة سوداء محشورة بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، ومملكة البحرين، ملطخة ثوب الخليج ناصع البياض.
أما الملاكم الأشهر، والأقوى، محمد على كلاى، فله مقولة عبقرية نصها: «كل ما تفعله الآن ستدفع ثمنه لاحقاً.. الحياة تؤجل لك الدفع لكنها لا تتنازل عنه أبدا»!
وقطر حاليا، تدفع ثمن ما كانت تفعله، من دعم للإرهاب والتآمر لإسقاط الأوطان، ودعم أعداء الأمتين العربية والإسلامية، سواء إسرائيل أو إيران، وكأنها خلقت فقط لتلعب دور الشيطان المدمر للدول، وتواجه حاليا أمواجا عاتية من الغضب والسخط، فى محيطها العربى، وتعريتها، وظهور سوءاتها أمام المجتمع الدولى، بأنها تأوى وتدعم الإرهاب.
ولا تأتى المصائب فرادى فلم يكن الغضب الخليجى وانتفاضته القوية ضد «الزائدة الدودية» فحسب، ولكن اتسعت دائرة الهجوم ضدها ليشمل أمريكا ودول أوروبية، وتزداد دائرة الإدانة والغضب من الدوحة يوما بعد يوم.
ولم يقتصر الأمر عند حد حالة الغضب الإقليمى من قطر واتساع دوائر الإدانة عالميا، ولكن دبت عوامل انهيار شرايين اقتصادها، حيث فجرت وكالة «موديز» للتصنيف الائتمانى، مساء أمس الأول، مفاجأة، بتخفيض المرتبة الممنوحة لقطر إلى AA3 بدلا من AA2 مع تعديل النظرة المستقبلية إلى مستقرة من سلبية، وأرجعت الوكالة أسباب خفض التصنيف إلى «ضعف المركز الخارجى للبلاد والضبابية التى تكتنف استدامة نموذج النمو بعد السنوات القليلة المقبلة».
ما فجرته «موديز» يتسق تماما مع ما سرده لى الخبير الاقتصادى إيهاب سمرة، منذ أيام، عن أنه تلقى رسالة عبر بريده الإلكترونى من زميل له فى العمل سابقا الذى يحمل الجنسية البريطانية، ويهودى الديانة، ويعمل حاليا استشارى تمويل متخصصا فى دول شرق المتوسط، تضمنت الرسالة ما يراه بأن هناك فرصة ذهبية لمصر لجذب استثمارات دولية هاربة من قطر خلال الأيام المقبلة.
خبير التمويل المتخصص، الذى تربطه علاقات قوية بدوائر صنع القرار فى عدد من الدول، بنى رؤيته من خلال معلومات قوية تحصل عليها، تدور حول أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس فعليا سحب قواتها من قاعدة «العديد»، ونقلها إلى دولة مجاورة، وهو ما يعنى كشف الغطاء الأمنى عن الدوحة، وتهديد خطير للاستثمارات يصل لمستوى «C» شديد الخطورة.
خبير التمويل المتخصص فى دول شرق المتوسط يزعم أن خروج القوات الأمريكية من قطر تحولها بسرعة إلى مجتمع فوضى، لا دولة ولا نظام يحكمه، ومع وجود كل المتطرفين على أراضيها بجانب الصراع العائلى على الحكم ستنهار قطر أمنيا وتغرق فى بحور الفوضى الدامية، وسيحدث حالات نزوح كبيرة إلى الحدود السعودية.
هذه الفوضى تستدعى معها تدخل دول مجاورة تحت زعم حماية أمنها، ودول أخرى لحماية استثماراتها مثل إنجلترا التى لديها استثمارات كبيرة فى قطاع الغاز، ومحاولة عزل الآبار والشركات المنتجة للغاز عن الدولة، مع التنويه أن التدخل البريطانى قد يكون من خلال قوات هندية وباكستانية، وهو من شأنه تشجيع المقيمين فى الدوحة من الهنود والباكستانيين إلى محاولة فرض سطوتهم ونفوذهم، مع العلم أن هناك عددا كبيرا من الباكستانيين تحديدا يعملون فى الجيش والشرطة القطرية حاليا.
ويلفت الخبير القريب من دوائر صنع القرار فى عدد من الدول الأنظار إلى أن الاستثمارات العربية والروسية والتركية فى قطر استثمارات متطايرة بطبيعتها، يسهل تسييلها فى وقت قصير وتحويل قيمتها خارج قطر بسرعة بالغة، لاسيما لو كان التحويل عن طريق دولة عربية كبرى مثل المملكة العربية السعودية، بينما استثمارات القطريين فهى معرضة لخطر حظر وتقييد التعامل معها دوليا، لحين استتباب الأمن واستقرار الحال بعد الصراع المتوقع!
هذا السيناريو الخطير الذى تتم دراسته والإعداد له حاليا فى واشنطن وبالتنسيق مع عدد من الدول، سواء فى الإقليم أو فى أوروبا، لوضع حد لتجاوزات قطر التى بلغت الحلقوم، إنما يمثل سيناريو كارثيا ومأساويا، يفوق خيال مؤلفى كتب وروايات الخيال العلمى، فمن الذى كان يتوقع أن يأتى اليوم الذى ستحاسب فيه قطر بمثل هذه السرعة، على كل الجرائم التى ارتكبتها وتذوق من نفس كأس الدمار والفوضى.
المحللون الاستراتيجيون والمراكز البحثية ذات الصلة بالاستخبارات الدولية تؤكد أن قطر وضعت قدمها وبنفسها فى مستنقع الدمار، وأن التفكير «الغربى» حاليا هو التركيز على كيفية الاستفادة إلى الحد الأقصى من الأزمة المتوقعة، مع ترك بحث مصير الدويلة القطرية جغرافيا يحدده قادة دول الخليج بأنفسهم.
وعلى الباغى تدور الدوائر...!