فى فصل الصيف يخشى المصريون الظلام، ورائحة العرق.. بينما الشىء الوحيد الذى يجب أن تخشاه الحكومة هو الأفراح العشوائية بكل ما تحمله من ضوضاء واستهلاك للوقود والكهرباء فى بلد يقاوم الإفلاس، واستهلكنا كثيرًا من الورق والوقت، لإقناع الناس أن الأموال وحدها لن تحل المشكلة إذا لم يغير المواطنون أنماطهم الاستهلاكية، وأسوأ هذه الأنماط، هو الأفراح الشعبية التى ستزدهر بعد عيد الفطر، وأغلبها يسرق التيار الكهربائى أو يستخدم مولدًا يستهلك مزيدا من الوقود.. الناس لن يصدقوا إعلانات الخطاب الدعائى المؤثر إلا بعدما يرون تطبيقه فى الواقع، فإذا بح صوت الحكومة ليل نهار لترشيد الاستهلاك، وتركت موظفين صغارًا يغضون البصر عن المخالفات من أجل 50 جنيها، فالإظلام مصير مؤكد وليس مجرد مخاوف محتملة.