قد هلت علينا فى هذه الأيام المباركات نسائم من هذا الشهر الكريم الذى ينتظره المسلمون جميعاً ليجددوا فيه إيمانهم ويتقربوا فيه لربهم وحق لهم ذلك فهو شهر القرب والفوز والمغفرة والعتق من النار والتنافس فى الخيرات من الصيام والقيام وتلاوة القرآن والجود والكرم والإحسان والعمرة والدعاء، وغيرها من أبواب الخير التى تفتح على مصراعيها فى شهر رمضان. وقد من الله على المسلمين فى هذا الشهر بتهيئة الأحوال حتى يتسنى لهم اغتنام الأنفاس واللحظات فى كل ما يقربهم منه سبحانه وتعالى، ففتح لهم أبواب الجنة حتى يحملهم الشوق لها على الاجتهاد، وأغلق أبواب النار حتى يحملهم الهرب منها على الاجتهاد فى مرضات الله، وسلسلت الشياطين حتى لا توسوس بالمعاصى.
هيا أيها المسلمون الموحدون أن الفرصة قد جاءت حتى نصحح مسارنا وطريقنا، فنترك الطريق الذى لا يأخذ بأيدينا إلى النجاة ونتتبع طريق الفوز والسعادة فى الدنيا والآخرة، هيا هذه أبواب الخيرات أمامكم انهلوا منها واغترفوا من معينها.
إن رمضان بمثابة دورة تدريبية للمسلم لكى يواظب على الطاعة ويتقرب من مولاه، فالطاعات كثيرة وأبوابها مفتوحة، ورمضان فرصة لتصحيح مسار حياتنا والسير على طريق الهدى ولزوم الطاعات، وهو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، فالطاعات من أداء الصلوات فى جماعة، ومراقبة الله والخشية منه، والإحساس بالفقراء، وتطهير القلوب وتصفية النفوس، كل هذا يجعلنا نغير مسارنا ونتحول إلى مسار جديد فيه التسابق فى الخير، والسمو بالأرواح، وتغيير العادات السابقة إلى عبادات روحانية، كل هذا يجعل الإنسان يثبت على المسار الصحيح للوصول إلى رضا الله والفوز بالجنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة