فى شهر يناير الماضى، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤتمر الشباب فى محافظة أسوان، وكانت أهم نتاجات هذا المؤتمر، العمل على تحويل أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية.
وأمس الأول عقد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، لقاء مفتوحًا مع ممثلى الأحزاب السياسية بالمحافظة، للاستماع إليهم حول المقترحات والأفكار المطروحة، لتحقيق هذا الحلم.
بغض النظر عن تأخر هذا اللقاء المجتمعى أكثر من ثلاثة أشهر، لكن الأهم أنه تم عقده، وأن الحاضرين تقدموا باقتراحات مهمة تتعلق بالتعاون مع الدول الأفريقية، والسعى نحو جعل المدينة مقصدًا تجاريًا وسياحيًا وسياسيًا لكل الدول السمراء فى القارة، خاصة أننا نعرف جيدًا أن قارة أفريقيا تحمل فى داخلها بذور المستقبل، وتنتظر كشف كنوزها وخيراتها، وتحلم بأن يحدث ذلك بعيدًا عن الاستغلال الذى يحدث دائمًا من دول الغرب لها.
نعم، إنها الشراكة، هى الحل الأمثل للتوافق بين الجميع فى هذه القارة السمراء، ومصر قادرة على صنع شراكة كبيرة ومهمة للجميع، لذا أعجبنى رأى عضو حزب النور فى لقاء محافظ أسوان، عندما طالب بضرورة وضع جدول زمنى للخطط والأفكار المطروحة، سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى، حسب توافر الإمكانات المادية، والبنية الأساسية التى يقام عليها المشروع، مشيرًا إلى ضرورة استغلال مطار أسوان الدولى فى وجود ترانزيت للرحلات الأفريقية، مع ضرورة استقطاب عدد من الطلاب الأفارقة للدراسة داخل جامعة أسوان، عبر المنح المجانية.
وفى الحقيقة، جميع الاقتراحات التى قدمها المشاركون كانت جيدة وبناءة، لكن تظل الأسئلة المطروحة كثيرة جدًا، منها: متى سيتم البدء فى التنفيذ الفعلى والعمل الجاد؟، ومتى سيتم إخطار الدول الأفريقية بهذا المشروع؟، وكيف سيتم إخبارهم به؟، وما المغريات التى ستدفعهم للمشاركة معنا لنجاح هذا الحلم الذى تستحقه مصر؟، وما رؤيتنا الفعلية لمستقبل هذا المشروع؟
علينا أن نعترف بأنه ليس لنا سوى أفريقيا نحلم معها، وندافع عنها، وتدافع عنا، وفكرة أن تتحول أسوان، التى هى أقصى محافظات مصر، إلى مركز تجارى وثقافى، فإن ذلك بجانب فائدته الاقتصادية التى لا نستطيع حصرها الآن، سوف تصنع نوعًا من إحياء الخصوصية المصرية فى جانبها الأفريقى، كما أن تأثيرها سوف يمتد للمحافظات والمدن القريبة والبعيدة، وسوف يصبح الصعيد كله فى خلال سنوات قليلة يملك مشروع إحياء، لو تم استغلاله جيدًا يمكن أن يتغير كل شىء فى حاله وحال أهله.
الأحلام جميلة، وتوحى بالقوة، لكن العمل على تنفيذها يجعلها أكثر جمالًا وقوة.. معًا لتصبح أسوان عاصمة أفريقيا الاقتصادية والثقافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة