كرم جبر

الإعلام الوقح!

الثلاثاء، 30 مايو 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرية ليست مزادا للشتائم، والديمقراطية ليست الوقاحة، وابتليت مصر فى السنوات الأخيرة بنوع من الإعلام الفاجر، متمثلا فى مئات المواقع التى نصبت مشانقها للأبرياء، ومارست كل صنوف القتل المعنوى ضد الأفراد والدولة على حد سواء، وتحولت إلى غابة لا تتوافر فيها لأى إنسان أدنى درجات الحماية، ويقوم عليها أشخاص غير مؤهلين نفسيا وأخلاقيا، وكثيرا لا تعرف من هم ولا أين مقرهم، فقد تصدر تلك المواقع من بير السلم أو من حقيبة يحملها صاحبها أينما ذهب، وكله فى الآخر يزعم أنه صحفى أو إعلامى.
 
مستحيل أن تستمر هذه الفوضى، وإلا زادت درجات التلوث الأخلاقى إلى حد التسمم، فلا رقيب ولا حسيب على ما ينشر، ولا يستطيع البرىء أن يدافع عن نفسه، وتحول الابتزاز والتشهير إلى سلاح فعال لاقتناص الأموال، تجنبا للفضائح والتشهير والبهدلة، ومن يذهب للقضاء لدرء الأذى، يلحقه مزيد من الأذى بسبب بطء الإجراءات، وإذا سألت كبيرا أو صغيرا: أروح لمين؟ لا إجابه.
 
من حق الدولة أن تضع النظام القانونى الذى يحمى الناس، ويصون الحريات العامة، ويجرم كل صنوف الاعتداء عليها، وفقا للقوانين المعمول بها فى أعرق الدول الديمقراطية، ومن حقها أن تضع الضوابط اللازمة لتوفيق أوضاع المواقع الجادة، حماية لها من أباضيات الإعلام المسيئ، الذى لا يوجد له مثيل فى العالم إلا فى مصر، من حقها أن تحمى نفسها وشعبها، دون خوف من أسطوانات البكاء على الحرية، ومرثيات عودة الأنظمة الشمولية، وفزاعات غلق الأفواه واعتقال الفكر، مع أن كثيرا من الممارسات، تمثل فى حد ذاتها اغتيالا للحرية واعتقالا للأخلاق.
 
من أسوأ صور النصب والاحتيال، العبارة التى تنشرها المواقع وتقول: «التعليقات على مسؤولية أصحابها، ويتحملون المسؤولية الأدبية والقانونية عن النشر»، وتعقبها بسيل من تعليقات الكتاب الوهميين، شتائم بذيئة وعبارات جنسية وانتهاك للشرف، ويوقع عليها سبع الليل ومشمش والمولوتوف والوطواط وغيرهم، وعليهم تقع المسؤولية القانونية والجنائية.. طبعا فى المشمش!
 
أما عن المواقع التى تستهدف الدولة، وضرب مؤسساتها وتشويه صورتها، فحدث ولا حرج، وتقوم عليها كتائب إلكترونية إما إخوانية، أومجهولة المصدر والهوية والتمويل، وتعمل لحساب أجندات تحريضية، ولا يحكمها قانون ولا نظام، فى أزهى عصور الفوضى الإعلامية التى تعيشها البلاد.
 
مرحبا بالقانون الذى ينظم الفوضى ويمنع الدخلاء، ويقدم ضمانات حقيقية للمواقع الجادة، معروفة النسب والهوية، ويعيد الاحترام لكلمة «صحفى» أو«إعلامى»، بعد أن أصبحت مشبوهة وسيئة السمعة، ومرحبا بضوابط تحمى الحرية بمزيد من الحرية، وليس الانفلات والتجنى والابتزاز، ومرحبا بفتح النوافذ لتدخل هواءً نقيا وليس تلوثا ودخانا، فالإعلامى المحترم هو المستفيد، أما من يشهرون مطواة قرن غزال، فقد أخطأوا اختيار المكان.

حسين زين.. مرحبا بعودة التليفزيون!

لأول مرة منذ سنوات لا أغير القنوات عن القناة الأولى، أثناء متابعة حادث المنيا الأليم، متابعة حية من موقع الحدث وتقارير إخبارية متتالية، ومعالجة إعلامية متزنة، دون إثارة أو جهل أو تحريض أو إهانة للمشاعر والأحاسيس، وتعليقات متزنة تداوى الجراح ولا تزيد الألم، وفرحت من قلبى لأنى منحاز من رأسى حتى قدماى للتليفزيون المصرى، وأتمنى أن تعود أمجاده وتأثيره فى الرأى العام، لأنه تليفزيون بلدنا المحفور فى وجداننا، ولا يحركه إلا مصلحة البلد، ولا يموله رجل أعمال يسخره لمصالحه «التليفزيون المصرى» صاحب الأمجاد، الذى جار عليه الزمن، يا من تجهلون قدره ولا تعلمون قيمته، ولن ينصلح حال إعلامنا، ولن نسترد الوعى المفقود، إلا إذا عاد هذا التليفزيون، مستكملا دوره ورسالته.

اللهم إنى صائم

ولا أريد أن أفسد صيامى بالحديث عن«مفازيع» رامز جلال،  ومحاولة كل «مفزوع» و«مفزوعة» إثبات الصدمة والرعب من هول المفاجأة، والمشاهد البسيط فاهم أنهم يضحكون على أنفسهم وليس عليه، وأنها تمثيلية وقحة وسخيفة ومملة ومكررة ومعادة، والمستفيد منها فقط هما الفاعل والمفعول به، أما المشاهد، فقد افتقد حتى المتعة والتسلية والترفيه، ولا أدرى كيف تخصص تلك الفضائية الخليجية ملايين الدولارات لإنتاج هذا البرنامج، والإصرار عليه فى الشهر الكريم، وكأنه من أركان الصيام، رغم الاستياء البالغ من مقدمه وضيوفه، والغضب العام من الاستخفاف بالعقول والاستهزاء بالمشاعر.
 
المؤكد أن الفنان أو النجم أو المشهور الذى يقبل الظهور فى مثل تلك البرامج، يفقد كثيرا من رصيده مقابل حفنة دولارات أو جنيهات، ويقدم نموذجا سيئا للتدنى يسىء إليه.. الله يرحم أيام الفوازير ونيللى وشريهان والثلاثى وعمو فؤاد وبوجى وطمطم، لا تتعجب إننا فى زمن المسخ.

إلهام شاهين.. براڤو!

شجاعة وجريئة ولا تخاف، وذهبت إلى دمشق لمساندة الشعب السورى، وتحملت مخاطر السفر البرى من بيروت إلى دمشق، ولم يشغلها الهجوم الضارى الذى تعرضت له، بزعم أنها ذهبت لمناصرة القاتل والدموى والسفاح والنازى بشار الأسد، وغير ذلك من قذائف الهجوم الممنهج، ويكفيها فخرا أنها ذهبت للسلام على جزء من أشقائنا الطيبين، تحت الحرب والقصف والقتل والموت، وهم شعبنا السورى الغالى، وليس شعب بشار، وليس ذنبهم أنهم يعيشون فى المنطقة التى تقع تحت سيادة بشار.
 
إلهام شاهين «متعودة» على مثل هذا التجنى، وهل نسينا أم المعارك مع عبدالله بدر، وكيف علمته الأدب والاحترام بالقانون، ولم تخش سطوة الإخوان فى عزهم، ولا وقوف حازم صلاح أبوإسماعيل فى صف عبدالله بدر، صاحب مقولة «الاعتلاء» الوقحة، وحملات السلفيين والمتطرفين.. كانت أيام.. الله لا يرجعها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة