د. عباس شومان

إجلال العلماء

الأربعاء، 31 مايو 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تعالى: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الْأَلْبَابِ».
 
من المبادئ السامية والقيم النبيلة التى جاءت بها شريعتنا الغراء، توقير الكبير، والرحمة بالصغير، وإكرام وإجلال العلماء، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا» ويقول: «العلماء ورثة الأنبياء».
 
ومما لاحظناه فى الآونة الأخيرة:
التعرض للعلماء بل والتطاول عليهم وربما إخراجهم من الملة لمجرد خلاف فى الرأى، وكأننا نعود إلى أزمنة غابرة تأزم فيها الخلاف وتحول إلى صراع وعداء بغيض أضر بالأمة إضرارا بالغا، وما زالت آثاره حتى يومنا هذا، وهناك عدة نقاط فى هذا الأمر يجب أن نركز عليها: 
 
الخلاف فى الرأى ظاهرة صحية ينبغى الاستفادة منها وليس ترسيخ العداء بسببها.
 
فقد اختلف علماء المسلمين من قبل كثيرا فى الفروع الفقهية الاجتهادية، حتى غلب ما اختلفوا فيه على ما اتفقوا حوله، وشاع بين الناس مقولة باطلة: «أن الفقهاء لم يتفقوا على شىء إلا على عدم الاتفاق» وهذه مبالغة ومغالطة، ولكنها فى الوقت نفسه تشير إلى كم الخلاف الذى وقع بين العلماء، لكن الأهم أن هذا الخلاف لم يخرج صفوتهم عن حدود المشروع، ولم يهوَ بهم إلى دائرة العداء والشقاق بل رأيناهم يجلون بعضهم بعضا، ويقدمه على نفسه مع مخالفته له فى الرأى وتلك بعض الأمثلة: 
 
النصح والتوجيه لمن خالفنا فى الرأى متى ظهر لنا خطأ رأيه من دون تطاول أو تجريح.
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة». قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله، ولعامة المسلمين».
 
ولكى تقع النصيحة موقع القبول لابد لها من عناصر أساسية هى: 
1. فهم الناصح لقول المنصوح وظهور خطأ القول عنده بدليل.
2. استخدام الألفاظ اللائقة للتعبير عن رأيه فيما قاله وتصحيح الخطأ.
3. توجيه النصح للمنصوح دون أن يطلع عليه الناس.
4. سعة صدر المنصوح وتقبله الرأى المخالف، وإنصات الناصح لدفاع المنصوح عن نفسه وتبرير رأيه.
5. الإبقاء على الود وسلامة الصدر إذا لم يقتنع المنصوح برأى ناصحة.
6. الإخلاص فى النصيحة فلا يقصد بها غرضا دنيويا ولا تكون صادرة من هوى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة