لم أشتهر بسبب شهرة والدى وأحلم بالانضمام للإذاعة
صوت جميل وأداء فريد من نوعه، حينما تسمعه تتذكر عمالقة التلاوة فى مصر من الرعيل الأول أمثال المشايخ محمود البنا، ومحمد رفعت، ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد، إنه حقًا وكما قال عنه عمنا صلاح السعدنى: "العبقري الأخير فى دولة التلاوة".. إنه الشيخ محمد محمود الطبلاوي، جيزاوي النشأة، منوفى المولد، شق طريقه مبكرًا فى عالم التلاوة، وهو لم يتعد بعد الثانية عشرة من عمره، ليحجز مقعده المتميز فى هذه الدولة العظيمة.
فى سلسلة حوارات أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة، وجدت "محمد الطبلاوي" الابن يجيد الإبحار فى مدرسة محمد الطبلاوي الأب، ليحجز مقعده بين رعيل القرن الحادى والعشرين، متخذا من والده مثله الأعلى، حتى أننى حينما اتصلت به لأحدد موعد الحوار وجدته متخذا من ابتهال لوالده نغمة "كول تون" يسمعها كل من يتصل به.
حددنا الموعد وكان اللقاء فى منزل الأسرة أعلى مسجد يحمل اسم الطبلاوي الأب، وشارع يحمل اسمه أيضًا، بمنطقة فيصل، فى الجيزة، حينما دخلت منزل الأسرة شعرت بأن الطبلاوى الأب يجلس معنا فى الحوار، فرغم أنه لم يكن متواجدًا إلا أن صوره المنتشرة على حوائط المنزل والشارع والمسجد الذي يحملان اسمه، إضافة إلى صوت الطبلاوي الابن الذى طربت به خلال الحوار جعلتنا نشعر بذلك.
وإلى نص الحوار..
أنت حاصل على بكالوريوس تجارة، فهل تعمل فى مجال تخصصك أو فى أى مجال غير تلاوة القرآن؟
لا فأنا متفرغ للتلاوة التى ورثتها عن والدى أمد الله فى عمره، وأنا الآن عضو فى نقابة المقرئين، وقارئ سورة فى مسجد الفتح برمسيس لكننى لا أتقاضى أجرًا عن هذا العمل.
ومنذ متى حفظت القرآن الكريم؟ ومتى اكتشفت موهبتك فى التلاوة؟
اتممت حفظت القرآن الكريم وأنا فى عمر 10 سنوات، على يد والدى أنا وشقيقى أحمد واكتشف والدى صوتى قبل ذلك بثلاث سنوات، عن طريق الصدفة، حيث كنت استمع لأذان الشيخ محمد رفعت فى التليفزيون وأردت تقليده وذهبت لوالدى ليستمع إلى ومن هنا أدرك موهبتى وحلاوة صوتى، وكتت أقرأ القرآن فى الإذاعة المدرسية وأنا فى الابتدائية، وكنت أختار من آيات الله ما يناسب الأحداث والأعياد فمثلا اختار آيات عن الأم فى عيد الأم وهكذا.
وهل ورث أشقاءك حلاوة صوت الوالد؟
نحن 13 أخًا وأنا الوحيد الذى أراد الله أن أسير على درب والدى، ولي شقيقى أحمد صوته عذب لكنه لم يسلك نفس طريقنا، فأنا كنت أحب الذهاب مع والدى فى الليالى التى يحيها، والحفلات التى ينقلها التليفزيون، وكنت أٌؤذن للصلاة فى وجوده وأنا فى سن الخامسة عشر من عمرى.
ومتى كانت أول مرة تتلو فيها أمام جمهور؟ وأول أجر تقاضيته؟
أول سرادق عزاء قرأت به بدعوة رسمية كان سنى 14 سنة وكان فى باب الشعرية وكنت مدعو مع الوالد، وتقاضيت وقتها 40 جنيها عن تلاوتى.
ما أكثر ما تعلمته من والدك؟
دائما ما يوصيني والدى بالالتزام بقراءة القرآن الكريم كما أٌنزل، إضافة إلى الالتزام بالمواعيد والتواضع مع الناس، ودائما ما يشدد علي فى التواضع مع الناس وألا أتعالى على أحد، وفى الحقيقة أسعد لحظات حياتى حينما يستمتع والدي لتلاوتى، ويقول لي أنا أرى فيك شبابي.
لمن تحب الاستماع من المقرئين غير والدك؟
أحب الاستماع إلى الشيخ رجب غلوش وشعبان الصياد وعبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد صديق المنشاوى.
أى من هؤلاء المقرئين فى رأيك أفضلهم؟
المقرئون مثل الفاكهة كلها حلوة، فمثلا منا من يحب المانجو وآخر يحب العنب وهكذا فمثلما لكل فاكهة طعم ورائحة مميزة لها فلكل مقرئ صوت ونغم يميزه عن غيره.
ولمن من المقرئين الحاليين تحب أن تستمع؟
فى الواقع حاليا مفيش مدارس جديدة فى التلاوة ووالدي آخر مدرسة فى مدارس التلاوة، لكننى أحب الاستماع إلى الشيخ حجاج هنداوى حديثا وطه النعماني.
هل دعيت للتلاوة خارج مصر؟
سافرت مع والدي لجنوب إفريقيا فى عام 2006 وكنت أقرأ القرآن برفقة والدى، كما سافرت أيرلندا وباكستان وألمانيا، بالإضافة لتلاوتى فى معظم محافظات مصر .
وما أكثر موقف تتذكره من الجمهور؟
بشكل عام أكثر شيء يسعدنى حينما يطرب الجمهور بي وهم لا يعرفون أنني ابن الطبلاوي، ويسألوني عن هويتي ثم يقولوا ابن الوز عوام حقًا، وهذا الشبل من ذاك الأسد.
هل واجهت اتهامات بأنك لم تكن لتشتهر لولا أنك نجل الطبلاوى؟
كثيرا ما أواجه ذلك ومن زملاء لى فى المهنة فالمثل يقول "عدوك ابن كارك"، لكن طبعا هذه المهنة لا يوجد بها وساطة ولا محسوبية، فالصوت العذب موهبة من عند الله.
بماذا تخطط مستقبلا؟
سألتحق بمعهد القراءات لإكمال دراسة القراءات العشر وأحكام التلاوة، وأتمنى الالتحاق بالإذاعة، كما أحلم بأن ترتقى نقابة المقرئين، وأن تقدم لها الدولة دعمًا أكثر من ذلك، فالمقرئون، يكرمون فى الخارج وللأسف لا يكرمون فى بلدهم.