سعيد الشحات

التاريخ الجنسى للإنسان «2»

الخميس، 04 مايو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن تقرأ فصول كتاب «التاريخ الجنسى للإنسان»، للكاتب الصحفى الفذ صلاح حافظ، والصادر ضمن سلسلة «الكتاب الذهبى- روزاليوسف»، اقرأ المدخل الذى يكتبه «حافظ» لكتابه بعنوان «قبل أن تقرأ»، وتأمل سطوره جيدا وفكر، وأثناء التفكير أو بعده، اسأل: إلى أى مدى حدث اختلاف بين تفكيرنا السائد حاليا، وتفكيرنا عام 1971 الذى صدر خلاله كتابه لأول مرة، ثم تعيد «رزاليوسف» إصداره الآن، أى بعد 46 سنة، بمقدمة للدكتور محمد أبوالغار، والدكتور خالد منتصر، وكلاهما ممن يكتبون فيحسنون القول؟
 
كتب «حافظ» فى مدخله: نحن نستورد أحدث المصانع، وندرب أجيالا من علماء الرياضة والكيمياء، ونضع للحركة السياسية أهدافا مستمدة من التحليل العلمى للتاريخ، وننظم حركة الجماهير على أساس قوانين علمية للتطور الاجتماعى، ولكننا أمام «مواضيع معينة» نكف فجأة عن التفكير ونتجاهلها تمام التجاهل، ونتمادى إلى حد الهرب منها واستنكارها، ومن بين هذه المواضيع المعينة موضوع الجنس، ونحن نتهرب من التفكير العلمى فى هذا الموضوع بحجج لا حصر لها، «بعضها أخلاقى، وبعضها دينى، وبعضها سياسى، وكلها زائفة».
 
يعدد «حافظ» دلائل هذا الزيف، لا تنس أنه يكتب عام 1971، قائلا: «كل ما تنشره الصحافة باعتباره انحلالا جنسيا، تقبل عليه أعرض الجماهير بحماس أبلغ من حماسها لكرة القدم»: «سوق القراءة تزخر بعشرات المؤلفات الجنسية الرخيصة فى الوقت الذى تخلو فيه تماما من كتاب علمى واحد فى شئون الجنس»: «السلوك الجنسى لكل فرد فى مجتمعنا موضوع مطروح للبحث العام فى أى وقت، بينما السلوك الجنسى للإنسان بصفة عامة لم يظهر فيه بحث واحد حتى الآن، وإن معظم الأجهزة ترفض مناقشة قضايا الجنس بينما معظم التشريعات التى تتناول علاقة الرجل بالمرأة تبدأ من نقطة الفرق الجنسى بينهما».
 
التفكير الذى يحرضك عليه «مدخل» أو «مفتاح «صلاح حافظ للكتاب، يجعلك تنظر بعين فاحصة إلى مقدمة «أبوالغار» و«مقدمة «منتصر» فى بداية الكتاب، ففى المقدمتين يتفق الاثنان على أنه رغم أهمية الكتاب وعبقرية صلاح حافظ فى تناوله معتمدا على مادة مكتوبة فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى للألمانى «لفنجستوهن»، إلا أن الكتاب افتقد «تناول الجنس فى التاريخ الإسلامى»، ويتوقع أبو الغار سبب ذلك بأنه» ربما يكون الكاتب قد بعد عنه قصدا نظرا لحساسيته، وفترة الكتابة «1971» كانت فى صعود الجماعة الإسلامية»، أما منتصر فيطلب من الباحثين الذين يملكون رؤية واستنارة صلاح حافظ أن يهتموا به ويرمموه، ويضيف: «فى زمن كتابة الكتاب كانت المراجع التى من الممكن أن يعتمد عليها «حافظ» فى كتابة هذا الفصل وتلك العلاقة «الجنساسلامية» شبه معدومة، مبحث الإسلام والجنس فى زمن الستينيات والسبعينيات لم يكن مبحثا جاذبا للدراسة، معظم ما كتب فى تلك الفترة وحتى وقت قريبة كان من باب التمجيد لا النظرة الموضوعية العلمية النقدية».
 
الأسئلة التى نستخلصها مما يقوله «حافظ» حول مشكلة الهروب من «التفكير العلمى فى الجنس»، ومما يقوله «أبوالغار» و«منتصر» حول أسباب عدم وجود فصل فى الكتاب عن هذه القضية فى تاريخنا لإسلامى هى: «هل نحن أصبحنا علميين بما فيه الكفاية حين نفكر أو نطرح موضوع الجنس؟. هل أصبح هذا الموضوع ثقافة صحيحة لا حرج ولا عيب فى حديث المجتمع عنها؟. هل من الصحيح أن نقيس مدى التفكير العلمى فى الجنس بكثرة إصدار الدراسات عنه وفقط؟.. وغدا نتابع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة