كشف فريق من العلماء الألمان فى المركز الألمانى لأبحاث السرطان، النقاب عن أن نقص فيتامين "أ" فى الجسم يمكن أن يتسبب فى العديد من الأضرار بالخلايا الجذعية فى الدم، موضحين أن الخلايا المتخصصة فى الجلد، والأمعاء أو الدم لها عمر قصير نسبيا، وتتطلب تجديدا مستمرا، فهى تأتى من الخلايا الجذعية البالغة التى تنقسم باستمرار للبقاء على قيد الحياة.
ففى عام 2008 ، اكتشف العلماء مجموعة من الخلايا الجذعية الخاصة فى نخاع العظام التى تظل نائمة فى معظم الأحيان، وأصبحت فقط نشطة لمكافحة العدوى البكتيرية أو الفيروسية، وفقدان الدم الثقيلة أو كرد فعل على العلاج الكيميائى.. عندما تعمل يرسل الجسم الخلايا الجذعية الأكثر قوة مرة أخرى إلى حالة الكمون .
ونجح العلماء الألمان حاليا فى تحديد الآليات التى تعمل على تنشيط وتعطيل الخلايا الجذعية، حيث وجدوا أن حمض"الريتينويك"، وهو مستقبل فيتامين"أ"، الذى يلعب دورا حاسما فى عملية التنشيط .. فعندما يكون حمض "الريتينويك" غائبا، تكون الخلايا الجذعية النشطة غير قادة على العودة إلى حالة الكمون وتنضج إلى خلايا دم متخصصة، بدلا من ذلك .
وكشفت الدراسات التى أجريت على عدد من الفئران المستنسخة، فقدان الخلايا الجذعية كخزان فى حال افتقارها لحمض "الريتينويك" .
وقالت الدكتورة "نينا كابيزاس" رئيسية الفريق البحثى، "إذا قمنا بتغذية هذه الفئران بنظام غذائى يفتقر لفيتامين " أ" لبعض الوقت، فإن ذلك أدى إلى فقدان الخلايا الجذعية.. لذلك، أمكننا لأول مرة إثبات أن نقص فيتامين"أ" له تأثير مباشر على الخلايا الجذعية للدم .
ويأمل العلماء الألمان، فى سياق نتائج دراساتهم التى نشرت فى العدد الأخير من مجلة "الخلية"، أن تلعب هذه النتائج دورا فى علاج السرطان لأن الخلايا السرطانية مثل الخلايا الجذعية، تبقى في حالة سكون، ويتم إيقاف عملية الإيض تماما، مما يجعلها مقاومة للعلاج الكيميائي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة