قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن هناك 3 مقدمات لنزول الرسالة على النبي صلى الله عليه وسلم، الأولى أنه كان يرى الرؤيا مثل فلق الصبح خلال الشهور الست السابقة فتتحقق بالنهار، الثانية: كان الحجر والشجر يسلم عليه، الثالث: كان يختلي بنفسه للعبادة في غار حراء، حيث كان يستمر فيه 10أيام من كل شهر.
وأضاف خالد في سادس حلقات برنامجه الرمضاني، "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "المحور"، أن "نزول الوحي على النبي كان في العشر الأواخر من رمضان، وقال له اقرأ، فيرد: ما أنا بقارئ، وضمه 3 ضمات حتى بلغ منه الجهد، وقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق"، فرجع النبي يرجف فؤاده، وقال للسيدة خديجة: زملوني".
وفسر تلك البداية بأنها "قوية على قدر أهمية المهمة الموكلة إليه، فهو المسئول عن البشرية كلها، وإصلاحها، وعلى قدر التكليف تأتي هيئة التكليف، وكأن الإسلام يتلخص في قوة الأحضان الثلاثة من الوحي للنبي، وهو الجمع بين قوة الرسالة وبين الروحانية وبين المادية".
وأشار إلى أنه "لم تكن دعوة الوحي للنبي بالقراءة، أن يقرأ من ورقة، بل أقرأ فوق المكتوب، اقرأ دون ورقة وقلم، اقرأ دون كتاب، اقرأ ما هو أوسع من المكتوب ما هو أكبر منه، ما يفوق المكتوب، اقرأ الكون، اقرأ الأحداث، اقرأ الحياة، اقرأ تدبير الله في الكون، اقرأ كيف يصلح الله الكون، اقرأ كيف تصلح البشر".
ولاحظ خالد أن كلمة الإنسان أتت بعد كلمة "اقرأ" 3مرات، وهو ما رأى معه أن الله تعالى يقول للنبي، إن "رسالتك ليست محصورة على المسلمين، بل اقرأ للإنسانية، اقرأ لخدمة الإنسانية وليس للسيطرة عليها، لكن المتشددين والمتطرفين احتكروا الدين علينا، بينما الإسلام للدنيا كلها".
وتحدث عن دور السيدة خديجة في تهدئة روع النبي لما عاد إلى المنزل، "قال لها: يا خديجة لقد خشيت على نفسي، فردت عليه: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، فإنك لتصل الرحم وتكرى الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الدهر"، وقال إنها "فهمت بفطرتها قبل ما ينزل "فمن يعمل مثقال ذره خيرًا يره"، قبل "وما تنفقوا من خير يوفر إليكم"، وهذا إيمان منها بقوة الخير".
وأشار إلى ما قامت به من اصطحاب النبي إلى ابن عمتها ورقة بن نوفل، وكان قارئًا للتوراة والإنجيل، قصت عليه ما حدث مع النبي، فأخبرها أن تلك هي مواصفات نبي آخر الزمان، قال: ليتني أكون شابًا إذ يخرجك قومك فأنصرك نصرًا مؤزرًا، فقال النبي: أو مخرجي هم، فقال له ورقه بن نوفل لم يأت أحد بمثل ما أتيت به إلا عودي.
وأوضح أن "هذا أكثر مما أثر فيه أن يترك بلده الذي ولد وتربى وعاش فيه، وهذا يؤكد أن حب الوطن لا يتعارض مع حب الدين، بل إنهما صنوان، فحب الوطن من الدين، لكن هناك من يربي أولاده على أن الوطن حفنة تراب، وهذا غير صحيح، ولو كان الأمر كذلك لما بكى النبي وهو يهاجر من مكة لاحقًا، ويقول: والله إنك لأحب البلاد إليّ ولولا إن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".
ولفت إلى الأمر الذي تلقاه النبي من الله "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً"، قائلاً إن "الصلاة بالليل تشحن الإنسان بالطاقة الإيمانية، وتجعله أكثر قربًا من الله، فالإسلام يجمع بين المادة والروح، يحقق التوازن المطلوب في الحياة، فلا يطغى جانب على الآخر، ومن ثم تتحقق الغاية المطلوبة للإنسان في الحياة".
وذكر أنه "في اليوم السابع، يأتيه الأمر من الله "يا أيها المدثر قم فـأنذر وربك فكبر"، تحرك من أجل دينك، من أجل المهمة التي كلفت بها".
ودعا خالد، المسلمين إلى "تحسين صورة الإسلام، بعد أن تسبب المتطرفون بتشويهها، قدموا صورة مغايرة تظهر حقيقة الدين وجوهره، بعيدًا عن هؤلاء الذين أضروا به، وهم يظنون أنهم يعملون من أجله".
عدد الردود 0
بواسطة:
منى السراطي
جزاك الله خيرًا
طول عمر دكتور عمرو خالد عبقرى فى توصيل الفكرة ببساطة وسهولة وبشكل مؤثر وتحليلاته للمواقف الدينية يخرج منها بعلومات قيمة فعلا جزاك الله خيرا نفعنا الله بعلمك وجزاك خيرًا عنا كل الخير اللهم آمين ..