10 سنوات من العمل مديرا لمكتب الجزيرة القطرية فى مصر، قضاها الإعلامى المصرى حسين عبد الغنى مؤسسا ومنفذا لأفكارها وأجندتها فى القاهرة، بدأت عام 1997 وانتهت فى 2007 بعد تقديم حسين عبد الغنى استقالته لأسباب قال عنها أنها مرتبطة ببيئة العمل، وليس سياسة القناة ولا أجندتها.
10 سنوات بنى خلالهم حسين عبد الغنى إمبراطوريته الإعلامية والسياسية والمادية، ووضع نفسه بعدها بين النخبة، وأصبح حاضرا فى كل الأحداث، قبل ثورة يناير وبعدها، تقرب من الحزب الوطنى فترة، ثم انتقل إلى خندق شباب الثورة عندما تعالت الأمواج، ثم أيد الإخوان ومرشحهم للرئاسة فى 2012، ثم استطاع أن يجد لنفسه مكانا بين قيادات جبهة الإنقاذ التى عارضت حكم المخلوع، وفجأة بعد سقوط نظام الإخوان، وخلع الجزيرة لكل "أقنعة الحياد والمهنية" صمت حسين عبد الغنى، بل واختفى من المشهد، فى الوقت الذى بدأت فيه الجزيرة حربها الشيطانية ضد مصر، وتوحد المصريون خلف وطنهم، كلٌ بما يملك وبما يعلم وبما يستطيع.
عبد الغنى لم يعتذر للشعب عن مشاركته 10 سنوات فى تأسيس إمبراطورية الشر (قناة الجزيرة).. صمت حسين عبد الغنى، واختار أن يكون بلا دور، عكس ما كان يفعل فى كل السنوات الماضية، ولم يسع حتى لتبرئة نفسه من أنه كان يوما من الأيام جزءا ومنفذا رئيسيا لخطة الجزيرة لإثارة الفوضى فى المجتمع المصرى، كما اعترف هو بنفسه فى أحد لقاءاته التليفزيونية فى 2011 حين قال "إن الجزيرة كانت تتبنى دعم حركة 6 إبريل.".. فهل يجوز الصمت فى أوقات الحرب بحجة "أكل العيش"؟
ورغم نفى علمه بأجندة الجزيرة الخفية ضد مصر فى ذلك الوقت، إلا أن عذره كان أقبح من ذنبه، وإذا كان ذلك الجهل بأجندة الجزيرة قبل 2013، فماذا عن الموقف بعدها، حين تكشفت المؤامرات.
استمرار صمت "عبد الغنى" لا يشير إلا إلى رضاه عن ذلك الهدف أو عدم رغبته فى "عض اليد" التى منحته الشهرة والمال والحضور السياسى، أو كما روج بأن صمته سببه أن هذا المكان "أكل فيه عيش"، فهل يصح الصمت وقت الحرب من أجل "أكل العيش" على حساب الوطن!.
أزمة "عبد الغنى" لم تقف عنده، لكنها امتدت إلى أخيه المهندس محمد عبد الغنى عضو مجلس النواب الذى لم يضبط مرة واحدة مهاجما أو رافضا للحرب التى تشنها قناة الجزيرة على مصر، رغم أن نواب البرلمان الذين تحملوا أمانة الدفاع عن حقوق وأحلام ومستقبل هذه الشعب يجب أن يكونوا فى بداية صفوف الحرب، ولو بالكلمة، إلا أن محمد عبد الغنى عكس كل زملائه فى البرلمان قرر أن يضيف إلى صمت أخيه حسين صمتا جديدا.
من لا يتبرأ من الشيطان لا يتوب عن المعصية، الأكثر طرافة أن الاثنين كانا يجب أن يكونا أول المعلنين لموقفهم من أزمة قناة الجزيرة ودولة قطر، لثلاثة أسباب، الأول هو ارتباط اسم "عبد الغنى" بالجزيرة وقطر، وأن التبرؤ من تلك القناة ودولتها فرض عين على الاثنين، لأن التوبة عن المعصية تستلزم التبرؤ منها ومن الشيطان، وهو مالم يفعله الاثنان.
أما السبب الثانى، هو ما يملكانه من معلومات وشهادات قد تصيب قطر وقناتها فى مقتل، والثالث أن الواجب الوطنى يفرض على أى مواطن أن يكون واضحا وجريئا ومبادرا فى الوقوف فى بداية الصفوف فى حرب يخوضها الوطن ضد من دويلة وقناة أرادوا لمصر السقوط والتمزيق، إلا أن الواقع حتى الآن بالنسبة للأخوين "عبد الغنى" هو أنهما يحملان لقطر والجزيرة جميلا لم تسقطه مؤامرتها ضد وطنهم مصر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة