التقى محمد سعفان وزير القوى العاملة، جاى ريدر مدير عام منظمة العمل الدولية بقصر الأمم بجينيف على هامش مؤتمر العمل الدولى فى دورته الـ106، حيث يكتسب هذا اللقاء أهمية خاصة بعد ما تناقلت بعض المواقع الإخبارية عن إدراج مصر فى القائمة النهائية للدول التى ستتم مناقشتها بلجنة المعايير فى أثناء المؤتمر، وقد تم وضع بعض الأمور فى نصابها بين كل من الجانبين، وما قامت به مصر فى المرحلة السابقة وما تنوى القيام به فى المرحلة المقبلة.
فى بداية اللقاء استعرض "سعفان" التحركات والإجراءات التى قامت بها مصر لمعالجة ملاحظات لجنة الخبراء على مشروع قانون النقابات العمالية، مشيرا إلى أنه خلال اللقاءات المتكررة فى أكثر من مناسبة مع جاى رايدر، تمت موافاته بنسخة مشروع القانون، ودراسته وإرسال بعض الملاحظات عليه، ومناقشتها والأخذ ببعضها والرد على البعض الآخر، كما قامت المنظمة بإرسال بعثة فنية لمناقشة الملاحظات الواردة على المشروع ودراستها مباشرة.
وأضاف الوزير أن مشروع قانون العمل الذى أعدته الحكومة من خلال لجنة ثلاثية من أصحاب العمل والعمال ووزارة القوى العاملة، قد أحيل إلى مجلس النواب وانتهت بالفعل لجنة القوى العاملة بالبرلمان من مناقشته، كما أحيل مشروع قانون المنظمات النقابية للبرلمان ووافقت عليه لجنة القوى العاملة به من حيث المبدأ.
وكشف "سعفان" لمدير عام منظمة العمل الدولية أن البعض لا يريد خروج القانون للنور، مستغلين وضع الفوضى النقابية، مشددا على أننا عازمون فى المضى قدما لتنفيذ الخطة الزمنية التى رسمناها وعدم السماح بتعطيل إصداره، وسيتم إصدار القانون لتعمل كل المنظمات النقابية تحت مظلة تشريعية واحدة، ويتم إجراء انتخابات نقابية حرة بإرادة عمالية لاختيار منظماتهم.
ومن جانبه أعرب رايدر تقدير المنظمة للخطوات غير المسبوقة التى اتخذتها مصر خلال الفترة القصيرة الماضية، مشيرا إلى أنها كافية لإثبات حسن نية الدولة المصرية فى تنفيذ ما وعدت به خلال الأعوام السابقة.
وقال إن شرح الخطوات التى اتخذتها مصر سيكون مفيدا جدا أثناء مناقشة حالة مصر بلجنة المعايير، موضحا أن عمل اللجنة ينصب على المعلومات الواردة إليها فى تقرير لجنة الخبراء وليس من إدارة المنظمة.
وأشاد مدير عام منظمة العمل الدولية بمشروع قانون المنظمات النقابية المعروض على البرلمان المصرى، معربا عن أمله أن يتم سماع النقابات المستقلة، كما قامت الحكومة بسماعهم فى مشروع قانون العمل.
وكشف أن بعثة منظمة العمل الدولية التى تم إيفادها مايو الماضى للقاهرة أعدت تقريراً إيجابياً عن اللقاءات التى تمت، وأنها كانت تتسم بالصراحة والواقعية والحرص على تحقيق المصلحة العامة وتطبيق الاتفاقيات التى صدقت عليها مصر.
وأكد رايدر أن مصطلح "القائمة السوداء" غريب على المنظمة، مشيرا إلى أن القائمة تعد للمناقشة ولسماع الآراء وتبادل وجهات النظر حول موضوعات معينة، ولا يوجد ما يضر بمصلحة أى دولة مدرجة عليها، وإنما فقط تبادل الآراء وتوضيح الأمور الملتبسة، مشددا على أنه من جانبه سيقوم فى الجلسة الختامية للمؤتمر بتوضيح أنه لا قائمة سوداء لدى المنظمة، حتى لا يتم تناول الأمور فى غير سياقها.
كما أكد الانتهاء من دراسة الجدوى التى أعدت لدخول مصر فى برنامج العمل الأفضل، مشيرا إلى أن ذلك تم فى أسابيع قليلة رغم أن الأمر كان يستغرق فى الغالب شهورا، ما يعطى مؤشرا إيجابيا على أن مصر تسير فى الطريق الصحيح.
وشدد رايدر فى ختام اللقاء على أهمية إبراز تلك الأمور فى لجنة المعايير، فهى كفيلة ببيان صورة مصر الحقيقية التى تراها إدارة المنظمة من خلال التعامل المباشر معا مؤكدا أن لجنتى المعايير والخبراء هما لجنتين مكونتين من أصحاب الأعمال والعمال منتخبين ولا سلطان لإدارة المنظمة عليهم.
حضر اللقاء السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى بجينيف، وبيتر فان غوى مدير مكتب المنظمة بالقاهرة، واينياس شوما المدير الإقليمى للمنظمة لدول أفريقيا.
وأهدى "سعفان" رايدر هدية تذكارية تعبر عن الحضارة المصرية من أحد مصانع الغزل والنسيج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة