أتوقع أن يهرب الأمير الطائش تميم وعصابته الحاكمة فى الدوحة إلى الأمام عبر إعلانه علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وتبادل السفراء معها، فالعلاقات القطرية الإسرائيلية فى أزهى عصورها وللمسؤولين القطريين ممتلكات واستثمارات فى الدولة العبرية كما يزورون المدن والمنتجعات الإسرائيلية أكثر من لندن أو باريس، والمستشارون الإسرائيليون فى الدوحة كثيرون وهم المسؤولون عن تدريب وقيادة عناصر الاستخبارات القطرية وتحركاتهم وكذا لهم دور فعال جدا فى رسم السياسة الخارجية لقطر.
تلك العلاقة الوثيقة مرتبطة عضويا بانقلاب حمد بن خليفة على أبيه فى التسعينيات وإنشاء قناة الجزيرة لتقوم الإمارة الصغيرة على الخليج بالدور الجديد المرسوم لها وهو تطبيع دول الخليج لعلاقاتها مع تل أبيب وإستحضار الإسرائيليين إلى كل بيت عربى من خلال فتح الجزيرة لهم يعبرون منها عن سياساتهم ومواقفهم فى مقابل الثوابت الفلسطينية العربية.
لكن ما كان سرا محجوبا بالأمس، أو ما كان يتم تبريره بأنه انتصار للمهنية والرأى الآخر فى الجزيرة، أصبح اليوم ورقة سياسية تستخدم بالأساس لمكايدة دول الخليج والدول العربية، أو لإعلان الولاء لكل ما هو غير عربى فى مواجهة العرب.
وفى هذا السياق يأتى تقرير الصحيفة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» التى نشرت رسالة لأحد المستشارين القطريين المقربين لتميم والموجهة، لمجموعة من المسؤولين الإسرائيليين، ماذا قال هذا المستشار القطرى فى رسالته؟ قال إن «قطر وإسرائيل الدوحة تتشابهان فى أمور عديدة. فهما دولتان صغيرتان محاطتان بنفس الأعداء والمخاطر من كل جانب».
الرسالة المنشورة فى الصحيفة الإسرائيلية تكشف إلى أى مدى يمكن أن توظف العصابة الحاكمة فى الدوحة ثروات القطريين لتدمير البلاد العربية المحيطة، فقد كنا فى السابق نندهش من التحركات القطرية لتمويل الإرهابيين وجماعات العنف فى سوريا والعراق وليبيا ومصر وكذا إثارة النعرة الطائفية لدى شيعة البحرين والسعودية ودس العناصر الخطرة وسطهم، وكنا نفسر ذلك بعقدة النقص لدى أمراء الدوحة ورغبتهم فى مناطحة الكبار، لكن يبدو أن الموضوع أكبر بكثير مما ظننا وما العصابة الحاكمة فى الدوحة إلا مجموعة من فرقة الكوماندوز الإسرائيلية العاملة وسط العرب والمعروفة باسم «المستعربين».
لذا لا أدرى بأى منطق تتدخل دول عربية للوساطة بين الدوحة وأعدائها العرب وهل تنتهى الوساطة بمعاهدة للسلام مثلا بين الدول العربية وقطر أم أننا وصلنا لمستوى من الضعف والهوان، لنقبل بإدارة صهيونية لدولة عربية!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة