عاد الدفء إلى العلاقات الفرنسية المغربية وتوطدت بين باريس والرباط مع قيام تعاون كبير بين البلدين على صعيد الأمن والاقتصاد والتربية والثقافة، كما فى مكافحة التغير المناخى فى أول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الفرنسى ماكرون للمغرب بعد خلاف عام 2014.
والتقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء، ملك المغرب محمد السادس، سادتها أجواء ودية وجرى خلالها بحث الجهود من أجل تسوية أزمة الخليج.
واستقبل العاهل المغربى ترافقه زوجته لالا سلمى الرئيس الفرنسى وزوجته بريجيت ماكرون وسط مراسم احتفالية على مدرج المطار، حيث اصطف الحرس الملكى.
قرينة الرئيس الفرنسى ولالا سلمى قرينة ملك المغرب
ملك المغرب يستقبل الرئيس الفرنسى
ملك المغرب يستقبل ماكرون
ثم استقبل الملك إيمانويل ماكرون لأكثر من ساعة فى القصر الرئاسى، فى حضور نجله الأمير حسن وشقيقه مولاى رشيد.
ودعا ماكرون وزوجته إلى إفطار أقامه الملك على شرفهما فى مقره فى دار السلام على أن يغادر عائدا إلى باريس.
مأدبة إفطار بين الزعيمين
ماكرون يلتقى قرينة ملك المغرب
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفى فى ختام اللقاء "أشكر الملك على استقباله الحار، سررت جدا بالصداقة التى أبداها وبالطابع الشخصى جدا للعلاقة التى قامت بيننا".
وتابع "أعدت التأكيد على عزم فرنسا على مواكبة الإصلاحات التى قام بها الملك، كتحديث المؤسسات والتطوير الاجتماعى والمنطقى، وبرامج مكافحة الفروقات الاجتماعية وإدخال المغرب إلى العولمة، مؤكدا أن المغرب هى شريك تجارى لفرنسا".
ماكرون يلقى كلمة فى القصر الملكى بالرباط
تطابق فى الرأى بشأن قطر
وأشار الرئيس الفرنسى والملك المغربى إلى التطابق فى وجهات النظر بينهما خلال مباحثاتهما حول أزمة الخليج، فى وقت تبذل فرنسا والمغرب جهودا من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية وتهدئة التوتر.
ماكرون: ملك المغرب أكد لى رغبته فى تهدئة الأوضاع فى منطقة الريف
من جهة أخرى، أكد الرئيس أن محمد السادس "قلق" على الوضع فى منطقة الريف فى شمال المغرب، التى تشهد حراكا شعبيا مستمرا منذ أشهر.
وسئل ماكرون عن اعتقال قادة الحراك خلال الأسابيع الأخيرة فقال "لم أجد ما يدعو إلى التخوف من إرادة قمعية" بل هناك برأيه "عزم على معالجة الدوافع العميقة (للاحتجاجات) بشكل مستديم".
تشهد منطقة الريف حركة احتجاج منذ 1 أكتوبر. ومن أجل تلبية مطالب المحتجين، سرعت الدولة المغربية سلسلة مشاريع بنى تحتية. وفى موازاة ذلك قامت الشرطة منذ 26 مايو باعتقال أكثر من مئة شخص ما زاد من غضب الشارع.
وكانت 25 جمعية فرنسية ومغربية وجهت رسالة مفتوحة إلى ماكرون نددت فيها بـ"القمع" فى ريف المغرب وطالبت الرئيس بالتدخل بشأن "التجاوزات بحق الحريات الأساسية" فى المغرب.
إحلال الاستقرار فى ليبيا
وبحث ماكرون ومحمد السادس عدة مواضيع إقليمية مثل النزاع فى ليبيا وأبديا "إرادة مشتركة فى إيجاد سبيل لإحلال الاستقرار فى هذا البلد" ومكافحة الإرهاب فى الساحل.
وقال ماكرون "ناقشنا أيضا السياسة الإفريقية التى يلعب المغرب فيها دورا متناميا"، مبديا ارتياحه لأنضمام هذا البلد مؤخرا إلى الاتحاد الإفريقى.
وأضاف أن سياسات فرنسا والمغرب فى إفريقيا "لا تتشابه لكن لها أهداف مشتركة" مثل الاستقرار السياسى والديموقراطى والتنمية المستديمة.
وقام وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان الثلاثاء، بزيارة إلى الجزائر وأعلن البلدان عزمهما على توحيد جهودهما ولا سيما فى مكافحة الإرهاب وإيجاد تسوية سياسية فى ليبيا.
والعلاقات مع دول المغرب العربى تشكل أولوية سياسية للرئيس الفرنسى الذى يريد رسم شراكة جديدة بين أوروبا وأفريقيا والمتوسط حيث يمكن لدول المغرب أن تلعب دورا أساسيا بحسب الإليزيه.
الأزمة الفرنسية المغربية الفرنسية عام 2014
استدعى قاضى تحقيق فرنسى مسئول المخابرات المغربية عبد اللطيف حموشى، الذى كان برفقة وزير الداخلية المغربى فى باريس، للاستماع إليه فى قضية تعذيب مواطن فرنسى من أصل مغربى يدعى زكريا مومنى. الشاب المغربى سجن فى المغرب لعدة شهور وتعرض إلى التعذيب من طرف الشرطة السياسية لأسباب مجهولة.
وقام الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا هولاند بالاتصال شخصيا بالملك محمد السادس للتقليل من حدة الأزمة، لكن دون جدوى، على العكس، الرباط ردت بـ"تعليق" الشراكة القضائية مع فرنسا واتهمتها بعدم "احترام الأعراف الدبلوماسية المتعامل بها دوليا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة