د.أيمن رفعت المحجوب

الأعلى والأدنى فى القوانين والأشياء "3"

الجمعة، 16 يونيو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا قد أشرنا فى مقال سابق أن الإنسان أرقى المخلوقات واختص الإنسان بقدرته على تقبل المعنويات وهى عنوان الإنسانية ولو أن قانون المعنويات وقف لأصبح الإنسان حيواناً.كما أن القوانين الكيميائية إذا وقفت، صار العالم كله ذرات والعقل هو جهاز هذا التقبل وذلك الجزء من عمل العقل يختلف عن عمله من حيث هو جهاز التفكير.
 
العقل يلقى على الأشياء ضوءاً ينيرها فتبين حقيقتها. هذا عمله من جهة ما هو جهاز للتفكير ووسيلة للمعرفة. و لكن أيضاً عضواً نشأ عن الرقى الطبيعى للتركيب الجسماني. فهو بذلك عضواً له وظيفة فى حياة الإنسان وهو العضو الذى اختص بالمعنويات.. فالعقل هو المميز الأكبر للإنسان من جهة التفكيرية والعضوية.
 
ووظيفة العقل ، من حيث هو عضو، تتعلق بالمعنويات. فهو يجسمها فى صورة حسية وسنسمى هذا بالقوة الفنية للعقل. وهو أيضاً يتأثر بما حوله من ماديات فيحيلها إلى معنويات فى نفسه. ونسمى هذا بالعاطفة. كلتا القوتين مظهر من مظاهر تقبل الإنسان للمعنويات.
 
والعقل هو الذى يقوم للإنسان بهذه الوظائف الإنسانية الخالصة. والصفة الغالبة على هذه القوى هى "النظام". وهذا النظام هو أصل تقديرنا للجمال والفضائل ، فالجمال يوجد حين يتجاوب نظام شيء ما ونظام العضو الذى يدركه فتكون بينها (هارمونية) تحدث اللذة. وكذلك الفضائل قوامها النظام. فالصدق مثلاً نظام والكذب فوضى ، ومن هنا أجمع الناس فى كل وقت على أن الصدق "فضيلة"والأمانة نظام والخيانة فوضى. وهذا هو التفسير العلمى للفضائل والفنون والحب ، وهى مميزات الإنسان الكبرى.
 
ويتبقى فى النهاية القانون الأعلى من كل ذلك وهو قانون الضمير ، والذى لا يعمل إلا فيما سبق إن عملت فيه القوانين الإنسانية جمعاء أولاً.
 
هذا القانون تجسيم أعلى لقانون شائع فى الكائنات الحية كلها هو قانون "الكينج" (Inhibition) والسبب فى اعتبارنا هذا القانون أعلى القوانين أنه لا يعمل إلا بعد أن تعمل الإدارة والقوة والعلم. وهو ما سوف نفرد له مقالاً خاصاً.
وإلى أن نصل إلى هذا القانون ، أود أن أطرح سؤالاً : هل نحبه فى مصر أن نتبع القوانين الإنسانية من أدنى إلى أعلى كما يجب أن يكون التفكير البشرى الصواب؟
 
* أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة