أحمد إبراهيم الشريف

شهد الكلام.. السيد البدوى.. إلهى جُدْ بعفوك لى

السبت، 17 يونيو 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول كتب السير إن «أحمد البدوى» كان فى العراق عندما جاءه الهاتف فى المنام يأمره بالذهاب إلى مصر، والإقامة فى «طنطا» فعزم فورًا على الرحيل وكان متاعه من الدنيا عباءةً حمراء يلبسها اقتداءً برسول الله وعمامة بنفس اللون ولثامين لم يكن ينزعهما حتى لقبه الناس بـ«الملثم».
 

«إلهى أنْتَ للإحْسَـانِ أهْــلٌ ومِنْكَ الجُودُ وألفَضْلُ الجَزيـلُ/ إلهى بات قلبى فى هُمُـومٍ وحَإلى لا يُسَــرُّ به خَلِيـــــلُ/ إلهى تُبْ وجُدْ وأرْحَمْ عُبَيْـداً مِنَ الأوزارِ مَدْمَعُــهُ يَسِيـــــلُ»

 
إنه أحمد بن على إبراهيم البدوى المولود فى فاس بالمغرب سنة 596 هجرية والمتوفى فى طنطا سنة 675 هجرية بعد 79 عاما من الزهد والتصوف والمحبة.

«إلهى ثَوبُ جسْمِى دنّسَتْــهُ ذُنوبٌ حَمْلُهـَـا أبـداً ثَقِيلُ/ إلهى جُدْ بعفوكَ لى فإنـِّـى عَلى الأبوابِ مُنْكِسِـرٌ ذَلِيــــلُ/ إلهى حُفنِى باللطفِ يا مَـنْ لهُ الغُفْــرَانُ وألفَيضُ الجَزيـلُ»

 
كانت رحلته فى الحياة طويلة، قضى طفولته وشبابه فى الترحال، وذلك عندما قرر أبوه أن يخرج بأسرته كاملة إلى الحج فى سفر استمر أربع سنوات، وكانوا يستريحون فى كل بلد يمرون به وبذلك قضى الطفل شطرا من حياته فى مصر قبل الوصول لمكة، حيث حج وعمره إحدى عشرة سنة عام 607 هـ وأقام بمكة قبل زيارته للعراق.
 

«إلهى خَانَنِى صَبْرى وجَلدى وجَاءَ الشَّيْبُ واقتربَ الرَّحِيلُ/ إلهى دأونى بدواءِ عَفـْـــــوٍ بهِ يُشْفَى فـُـؤَادِى والعَلِيـــلُ/ إلهى ذَابَ قَلْبى مِنْ ذُنُوبـِى ومِنْ فِعْـلِ القَبيـحِ أنا القَتِيــلُ»

 
وفى مصر سكن «البدوى» سطح دار لتاجرٍ يسمى «ابن شحيط»، ولم يكن يبرحه حتى عرفه الناس باسم «السطوحى»، وكان فى عزلة دائمة، وصمت مطبق، وعندما أقبل عليه المحبون علمهم أن يكون صمتهم فكرًا ونطقهم ذكرًا ونظرهم عبرة، وأن يتخذ كل منهم حرفةً يأكل بها من عمل يده لأن العرق يطهر الجسد من الخطايا تمامًا كما يطهره الوضوء.
 

«إلهى رَدِّنِى بـرداءِ أُنـْـــــسٍ وأَلْبسْنِى المَهَـابـَةَ يا جَلِيـــلُ/ إلهى زَحْزِحْ الأسْوَاءَ عَنـِّــى وكُنْ لِى نَاصِــراً نِعْمَ الكَفِيــلُ/ إلهى سَيِّدِى سَنَدِى وجَاهِـى فمَالِى غَيْرَ عَفْوكَ لِى مَقِيــلُ»

 
أصبح للسيد البدوى أتباع لا حصر لهم وبعضهم من كبار علماء الشريعة أمثال «ابن دقيق العيد»، وكان فى زمأنه «شيخ الإسلام» وقد ذهب لمناظرته فعاد مولعًا به راغبًا فى ملازمته والأخذ على يديه إلى درجةٍ تخلى فيها عن منصبه كرئيسٍ للقضاة حتى يلحق بركب المريدين.
 

«إلهى مَسَّنِى ضُرٌ فأضْحَـى بهِ جسْمِى تُبَلْبلُهُ النُّحُـولُ/ إلهى نَجِّنـِى مِنْ كُلِّ كَرْبٍ ويَسِّرْ لِى أُمُورى يا كَفِيـلُ/ إلهى هذِهِ الأوْقـَاتُ تَمْضِى بأعْمـَــارٍ لنـَا وبهَا نـَـــــزُولُ».

 
وفى مصر يعد السيد البدوى أشهر رجال التصوف الذين سكنوا ديارها والذين لا يزال قولهم شهد الكلام الذى نسمعه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة