"إيران على كف عفريت"، هذا هو القول الذى يعبر بدقة عن حالة العملية السياسية الإيرانية الراهنة، لاسيما بعد أن أقر مجلس صيانة الدستور بارتكاب مخالفات فى الانتخابات الرئاسية، واتخاذ الرئيس حسن روحانى إجراءات رئاسية اقتصادية من المؤكد أنها تؤدى إلى غضب المرشد والحرس الثورى، وكشف المعارضة عن مواقع سرية جديدة لإنتاج الصواريخ البالستية برعاية الحرس الثورى.
مخالفات فى الانتخابات الرئاسية
للمرة الأولى بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة التى جرت وقائعها يوم الجمعة الموافق 19 مايو الماضى، وأسفرت عن فوز الرئيس حسن روحانى بدورة رئاسية ثانية، أقر المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الدكتور، عباس على كدخدائى، بارتكاب مخالفات قانونية فى أعمال الاقتراع.
وقال كداخدائى، فى أول تصريح له بعد الانتخابات ونشره من خلال الموقع الرسمى لمجلس صيانة الدستور على الإنترنت، أن بعض المدراء الحكوميين ارتكبوا مخالفات خلال الانتخابات الأخيرة، موضحًا أن لجنة الانتخابات بالمجلس أرسلت أسماء هؤلاء المدراء الحكوميين إلى القضاء.
وأضاف قائلًا، وفق ما نقلته وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية التى تعدر الذراع الإعلامية لمؤسسة الحرس الثورى: "نحن مكلفون فقط بإرسال التقارير إلى السلطة القضائية وقد استفسرت من زملائنا الذين كانت لهم مسؤوليات فى شؤون الانتخابات الذين قالوا إن معظم التقارير قد أرسلت بالفعل إلى السلطة القضائية".
الصحفيون الإيرانيون يستمعون إلى كداخدائى
واعتبر كداخدائى أن ندرة البطاقات الانتخابية وعدم إيصالها إلى بعض المراكز الانتخابية فى الوقت المناسب والدعاية لمصلحة مرشح بعينه، من أهم المخالفات التى جرت خلال الانتخابات كما أن هذه المخالفات تم تصنيفها وإرسالها إلى السلطة القضائية، وفق قوله.
ولم يذكر كداخدائى لصالح مَن مِن المرشحين الأربعة (حسن روحانى ـ إبراهيم رئيسى ـ هاشمى طبا ـ مير سليم) تمت هذه المخالفات، لكن المرشح الخاسر إبراهيم رئيسى تقدم صبيحة الانتخابات (20 مايو) بشكاوى إلى السلطات القضائية، متهما حملة الرئيس حسن روحانى بارتكاب المخالفات.
نص البيان
ولا يُرجح أن تكون هذه المخالفات قد غيرت شكل العملية الانتخابية أو أثرت تأثيرا كبيرا على مجريات التصويت، إذ فاز روحانى بفارق نحو 7 ملايين صوت عن أقرب منافسيه، المرشح المحافظ الخاسر، الدكتور إبراهيم رئيسى.
اقتصاد روحانى يغضب المرشد
فيما يعد ضمن حزمة الإجراءات الاقتصادية التى تغضب المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى، الذى ينادى دائما بما يسمى بـ"اقتصاد المقاومة"، شدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى لقائه مع أعضاء صندوق التنمية الوطنية الإيرانية اليوم السبت على ضرورة تعزيز الخطوات الرأسمالية والنيوليبرالية فى بناء النموذج الاقتصادى الإيرانى الجديد.
وتهدف تلك الخطوات الرئاسية إلى تقويض مكتسبات مؤسسة الحرس الثورى الذى يهيمن على ما مقداره 40 بالمئة من الاقتصاد الإيرانى بسبب انغلاق السوق الإيرانية، وعدم اندماجها فى رأس المالى العالمى والاقتصاد الدولى ومنظومات تحويل الأموال والشراكات مع المؤسسات الدولية.
نص البيان
ونشر الموقع الرسمى لرئاسة الجمهورية الإيرانية بيانا قال فيه: إن الرئيس الإيرانى حسن روحانى ترأس اجتماع صندوق التنمية الوطنية اليوم السبت، وقدم المهندس أحمد دوست حسينى مدير صندوق التنمية الوطنية تقريرا عن أعمال و نشاطات الصندوق فى مختلف المجالات المتعلقة بالعملات الدولية والعملة الوطنية الإيرانية (التومان).
ووفقا للبيان فإنه تم تقديم تقرير أعمال صندوق التنمية الوطنية كما تمت المصادقة على ميزانية الصندوق فى العام الفارسى الجارى 1396 (يبدأ فى 20 مارس بالتقويم الميلادى).
الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى أثناء اللقاء
كما تطرق أعضاء صندوق التنمية الوطنية إلى مقترحات حول إصلاح مواد من القوانين والظروف لإعطاء التسهيلات المالية بهدف تعزيز الاستثمار من قبل القطاع الخاص وتزايد فرص العمل وتعزيز التصدير.
مواقع سرية لإنتاج الصواريخ البالستية
وقالت المعارضة الإيرانية فى الخارج إنها ستكشف عن معلومات شديدة الأهمية حول أربعة من أهم مراكز صناعة الصواريخ الإيرانية البالستية التى يديرها الحرس الثورى، بما فى ذلك مركز مرتبط بالبرنامج النووى الإيرانى.
وأكد المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية فى العاصمة الأمريكية واشنطن من خلال بيان تلقت "اليوم السابع" نسخة منه اليوم السبت، أنه من المقرر الكشف عن أكثر من 10 مراكز غير معروفة حتى الآن ناشطة فى إنتاج وتجريب وإطلاق الصواريخ البالستية، الثلاثاء المقبل.
وأضاف، أن مكتب ممثلية المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية سيعقد مؤتمرا صحفيا للكشف عن معلومات حول المراكز الرئيسية لإنتاج واختبار وإطلاق الصواريخ البالستية من قبل الحرس الثورى الإسلامى.
يشار إلى أن المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية تتزعمه جماعة مجاهدى خلق، وهى الجماعة التى كانت سببا فى كشف البرنامج النووى الإيرانى الذى ترتبت عليه العقوبات الدولية الموسعة على إيران منذ العام 2003.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة