فى ظل المشاكل والأزمات المتلاحقة غير المسبوقة التى يتعرض لها العديد من الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، خاصة على الصعيدين السياسى والأمنى التى تؤثر تأثيراً مباشراً على أمن وسلامة العالم العربى ككل، والتى لا يلوح فى الأفق القريب أى بوادر إيجابية للتغلب عليها بل على العكس هى مرشحة للمزيد من التنامى الذى قد يصل لمرحلة الانفجار لا قدر الله، وفى ظل النجاحات المتتالية التى يحققها الاتحاد الأوروبى على مختلف الأصعدة والمستويات، يبرز السؤال الصعب الذى يتم طرحه فى جميع الدول العربية منذ سنوات عديدة وهو «متى نرى الاتحاد العربى؟».. إن المتابع عن كثب للترتيبات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التى تحاول القوى الكبرى بدأب شديد فرضها على عالمنا العربى يدرك أنه لم تكن الدول العربية بحاجة إلى الاتحاد والوحدة الحقيقية فى أى وقت من الأوقات مثلما هى تحتاجه الآن، فما يدبر لنا بليل فى الوقت الراهن من مكائد وأطماع يعلم العالمون ببواطن الأمور أنه يفوق كل تخيل وتصور، وما يجمعنا من قواسم مشتركة وأسباب تدعو للاتحاد يفوق بمراحل ما يجمع دول الاتحاد الأوروبى.. أدعو الله فى هذه الأيام المباركة أن تفاجئنا القوى العربية الفاعلة فى الوطن العربى فى المستقبل القريب بمشروع معاهدة لميلاد الاتحاد العربى.. إن الله على كل شىء قدير.