أحمد إبراهيم الشريف

شهد الكلام.. عثمان بن فودى.. ما لى لذيـذ العيش دون محمد

السبت، 24 يونيو 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة أخرى نعود إلى أفريقيا لنتوقف مع الصوفى المجاهد عثمان بن فودى، الذى دعا القبائل الأفريقية إلى محاربة البدع والوثنية، فخرجوا معه حتى استطاع أن يؤسس أقوى مملكة إسلامية فى أفريقيا وقتها.
 
«هل لى مسير نحو طيبة مسرعا/ لأزور قبر الهاشمى محـــمد/ لما فشا رياه فى أكنافـــها/ وتكمّش الحجاج نحو محمــد»
ولد عثمان فى بلدة تسمى «طفل» على أطراف إقليم جوبير شمال نيجيريا الآن وذلك فى سنة 1754م، وكلمة «فودى» تعنى الفقيه، وكان والده مُعَلِّمَ القرآن فى قريته وكان أعمامه جميعهم رجال دين ومتصوفة، وينتسب عثمان إلى قبيلة الفولانى العريقة فى الإسلام، وقد درس اللغة العربية وقرأ القرآن وحفظ متون الأحاديث.
 
«غودرت أنهمل الدموع موبلا/ شوقا إلى هـذا النبى محمــد/ أقسمت بالرحمن ما لى مفصل/ إلا حـوى حب النبى محمــد»
نشأ عثمان بن فودى صوفيا على منهج الشيخ عبد القادر الجيلانى، وبعد ذهابه إلى الحج وعودته إلى بلاده، راعه انتشار الوثنية والخرافات وعبادة الجن فى هذه المناطق، فقرر محاربة البدع والوثنية، فاستجاب لدعوته كثيرا من أبناء بلدته، فأسس حركة دعوية، وأطلق عليها اسم الجماعة، لكن حكام بلاد الهوسا تصدوا له فقامت بينهم الحروب إلى أن فتحت له وأقام فيها إمبراطورية إسلامية عظيمة هى الأولى من نوعها فى التاريخ الإسلامى فى قلب وغرب أفريقيا، حيث امتدت من نيجيريا إلى الكاميرون ومالى اللتين أصبحتا فى تلك الفترة دولتين مسلمتين تماما وظلتا على هذا الحال حتى مجىء الاحتلال.
 
«أحكى المصاب بشوقه لما عرى/ ما لى لذيـذ العيش دون محمد/ قد كنت شوقا أن أطير لقـبره/ ما لى سرور دون زورة سيـد»
ومن أهم كتب عثمان فودى التى ألَّفها فى التصوف، كتاب «ولما بلغت فى الذكر والورد» وكتاب «البصائر» وكتاب «الفرق بين علم التصوف للتخلق وعلم التصوف للتحقق»، وله «السلاسل القادرية والسلاسل الذهبية والسلاسل الصوفية»، وهى كتب تحوى معلومات غزيرة عن دخول الطرق الصوفية إلى أفريقيا وانتماءاتها وبها معلومات نادرة عن دور المتصوفة فى الإصلاح الاجتماعى والسياسى والثقافى.
 
«إن قيل لى ماذا يشوقك فى الورى/ فأقول إنى عاشق لمحمد/ من عرش رب العالمين جنــوده/ ما فى الورى مثل النبى محمد»
جانب آخر من حياة عثمان بن فودى لم يتوقف عنه طوال حياته هو أنه تصدَّر للتعليم فى قريته فكان له مجلسان، أحدهما لتدريس العلوم، يعقده يومياً بعد العصر وبعد العشاء، ويتناول تفسير القرآن وشرح السنة وأبواب الفقه وأصول الدين. والثانى للوعظ وكان أسبوعياً فى ليلة الجمعة، وكان يحضره جمع غفير، رجال ونساء، وكثيراً ما كان يخرج إلى القرى القريبة والبلدان المجاورة ويمكث فيها أياماً أو شهوراً ثم يرجع إلى قريته.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة