مع اختتام امتحانات الثانوية العامة، يتأكد لنا مجموعة أمور، فى مقدمتها هزيمة صفحات الغش التى تدار من خارج البلاد، بفعل الإجراءات التعليمية والتنظيمية التى نجحت فى تطبيقها وزارة التعليم لأول مرة وكذا يقظة الأجهزة الأمنية المعنية بتتبع مخالفات الطلاب، واستخدامهم أجهزة المحمول لتصوير أوراق الأسئلة وإرسالها لصفحات الغش.
يمكننا القول الآن، إن تطوير نظام الثانوية العامة أصبح قابلا للتنفيذ، ليتحول من مصدر للرعب والهم لملايين العائلات المصرية كل عام إلى مجرد محطة مهمة فى حياة طلابنا عليهم أن يفكروا فيها جيدا، وأن يختاروا ما يناسبهم من التعليم أو الانخراط فى الحياة العملية، ولم يكن ممكنا لنا أن نثق فى إمكانية نجاح هذا التطوير المنشود لو لم يتم قهر صفحات الغش واستحداث نظام محكم لوضع الأسئلة وتنظيم لجان الامتحانات والكنترولات، بحيث لا يتم استغلال هذا الحدث المهم لترويع ملايين المصريين.
سقوط صفحات الغش التى تدار من خارج البلاد للضغط على ملايين المصريين وفق نظام الحروب الحديثة، لابد أن نحتفى به ونهنئ كل من شارك فى إسقاط هذه المنصات ومَن وراءها من الكارهين لاستقرار البلد، ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يحدث لو صدق المصريون المجموعة التى تدير صفحات شاومينج وهم يبشرون طلاب الثانوية بقدرتهم على التلاعب بنتائج الامتحانات من داخل الكنترولات وضمان رفع درجات جميع الطلاب وإنجاح الراسبين.
لكن نجاح أجهزة الوزارة والجهات الأمنية فى قهر صفحات الغش وتتبع مصادر حالات التسريب المحدودة من داخل اللجان، يجب ألا ينسينا ضرورة التشديد فى إجراءات الوزارة داخل الكنترولات.
ولابد أن نعترف بوجود موظفين ضعاف الذمة وعناصر تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية داخل قطاعات وزارة التعليم وكنترولات المحافظات، وهو ما يمكن أن يسبب بعض التلاعب ونشره على مواقع التواصل، بهدف نشر الاضطراب والفتنة فى البلاد، وهذا الملف سيادى بامتياز، وينبغى التعامل معه بكثير من الاهتمام والحرص من قبل الداخلية والتعليم وسائر الأجهزة المعنية.
وننتظر، من جميع المسؤولين أن يعرفوا كل كبيرة وصغيرة عن مسؤولى التعليم المعنيين بملف الثانوية العامة، واستبعاد من ليسوا فوق مستوى الشبهات منهم، وكذا مسؤولو الكنترولات فى المحافظات المختلفة التى يسيطر على بعضها مدرسون معروفون بقلة الاهتمام والتوجهات المتطرفة منذ أكثر من عشر سنوات، ورغم ذلك يواصلون أعمالهم وكأن كل شىء على ما يرام.