فى حال تم مد الخيط لآخره فى علاقة قطر بالتنظيمات المسلحة والإرهاب ربما تظهر مفاتيح لألغاز ظلت محيرة وغامضة خلال السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بتحولات وتطورات الأحداث والعلاقات فى العراق وسوريا وليبيا، وبالطبع مصر، خاصة الإرهاب فى سيناء وغيرها.
الأوراق التى ظهرت حتى الآن عن المواقع والحسابات المزيفة على مواقع التواصل ربما تقود إلى كشف شبكات متعددة قامت خلال السنوات الأخيرة. وبالفعل هناك مواقع تحصل على تمويل معلن، لكن المنصات الإعلامية أحيانا مجرد غطاء لعمليات تمويل أو غسيل أموال وأى من الأنشطة التى ترتبط بتنظيمات أقرب إلى جماعات المافيا.
وربما يمثل عملاء الحسابات المزيفة أطراف خيط لباقى الشبكات والجهات التى قامت بأدوار كثيرة خلال السنوات الأخيرة فى صناعة الفوضى بالعراق وسوريا وليبيا، فضلا عن الإرهاب فى شمال سيناء وارتباطات كل هذا بنشاطات أنقرة والدوحة، لقد كانت تركيا ممرا لنقل المرتزقة من أنحاء العالم كما كانت محطة لتجميع ونقل أعضاء داعش بل واستقبال بعضهم للعلاج، فيما كانت الدوحة تقوم بالتمويل والتنسيق عبر شبكات الاتصال وتمويل صفقات السيارات اليابانية رباعية الدفع التى اشتهرت كرمز لداعش والنصرة وغيرها من تنظيمات الإرهاب.
لقد كانت الجزيرة والمواقع والحسابات الممولة هى الغطاء الإعلامى لداعش والتنظيمات الإرهابية ربما تصورت قطر أنها يمكن أن توظفها للقيام بدور عصابات المافيا، فى تكرار لتجربة السبعينيات والثمانينيات فى استخدام عصابات كارلوس وأبو نضال للقيام بعمليات قتل وخطف طائرات لصالح منظمات وأنظمة مختلفة فى المنطقة، لكن الواقع اليوم أكثر تعقيدا، ثم إن المنصات الإعلامية سواء الأصلية مثل الجزيرة أو أخواتها مثل العربى أو القنوات التركية ومواقع إلكترونية ومنصات وحسابات على مواقع التواصل، كلها أصبحت مكشوفة بدرجة كبيرة وأنها تتبع ممولين معروفين هم أنفسهم المحسوبون، ممولون للتنظيمات المسلحة والإرهابية والجماعات المتحاربة.
الدوحة ربما تراهن على تركيا كأحد أهم الشركاء فى تمويل ومساعدة التنظيمات الإرهابية، وبالتالى من مصلحة الرئيس التركى أردوغان أن يساعد على إخفاء الأدلة، وإغلاق ملف تمويل الإرهاب، لصالح قطر ولصالحه هو شخصيا، ونظامه، خاصة بعد مصادمات وتوترات بين أردوغان وكل من المانيا وفرنسا ودول أوروبية، على خلفية تكشف أوراق أردوغان وعلاقته بالإرهاب.
الدوحة تراهن على حماية تركيا وإيران لها فى مواجهة الخليج والدول العربية، بالرغم من التناقض بين موقف أنقرة وطهران من سوريا، وكل منهما يقف باتجاه مضاد. ربما تراهن قطر على دول شاركت فى صناعة الفوضى ومن مصلحتها التعتيم على التفاصيل. لكن الواضح أن الكشف عن أطراف تمويل داعش والنصرة والتنظيمات الإرهابية يمثل مفتاحا مهما لتفهم وفك طلاسم والغاز الكثير من خرائط الفوضى فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وهى فوضى سرقت الربيع العربى باتجاه الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة