زيارة الآخرين كالأقارب والأصدقاء مهمة جدا فى الأعياد، تفيد فى التواصل الاجتماعى، وترتيق التفسخ الأسرى، وتعميق الانتماء، وتبادل الخبرات والتجارب، رؤية وجوه الأقارب والأصدقاء تنعش الحياة، وتنشر روح المرح بين الأجيال والفئات العمرية المختلفة.
زيارة الأماكن التى عشنا فيها من قبل تجعلنا نسترجع الذكريات التى ربما لم يتم استدعاؤها لسنوات عديدة، ولقد ثبت أنها تدعم الذاكرة وتجددها، فتعود الذكريات حية بصور واضحة وتفصيلية، بالطبع نشعر بالسعادة عند زيارة من نحبهم، ونسعد أيضا بزيارة الأماكن التى تربطنا بهم، فزيارة بيت الأسرة والحى أو القرية التى نشأنا فيها تكسبنا شعورا بالراحة، وتثبت لنا أننا مازلنا على قيد الحياة، وتجعلنا نحن لذكريات جميلة تطوف بنا فى الماضى، ذكريات الطفولة تربطنا معا، وتربط الماضى مع المستقبل، تسافر بنا للاستمتاع برؤية أنفسنا فى فترات ماضية وشخصيات ومواقف وأماكن محببة إلينا.
زيارة دور العبادة تجعلنا نغتبط، نتأكد أننا نتشرف بالتعبد لله، وتبث فينا روحانيات تطمئننا ونشعر فيها بأننا ضيوف الرحمن واسع الكرم الذى يرحب بضيوفه دوما ليلا ونهارا، والاقتراب من الله يفيد فى الاسترخاء وخفض التوتر.
تؤثر العلاقات الاجتماعية بصور إيجابية على الصحة النفسية، والسلوك الصحى، والصحة البدنية، تظهر هذه المزايا بوضوح فى مرحلة الطفولة، لكنها لا تختقى، تهدد العلاقات المتوترة الصحة العامة وتضر بالمناعة، الإنسان كائن اجتماعى، من الأفضل ألا يعيش بمفرده، ولا بد من وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية المحيطة بالفرد توفر الألفة والحب والرعاية والدعم والتشجيع والفضفضة للتخلص من المشاعر السلبية.
العزلة الاجتماعية تسبب الاكتئاب وتقلل المناعة وتجلب الأمراض، وتزيد من معدلات الوفاة، وتستخدم العزلة الاجتماعية مع السجناء وأسرى الحروب للتعذيب والعقاب، البالغون الذين يعانون من مرض الشريان التاجى، ويعانون من العزلة الاجتماعية لديهم خطر الموت ضعفى أقرانهم الأكثر ارتباطا اجتماعيا، المعزولون عن الآخرين والذين يتقوقعون فى أبراجهم ينتابهم إن عاجلا أو آجلا الشعور بالوحدة المؤلمة خاصة فى أوقات الأعياد، والدراسات العالمية تؤكد أن معدلات الانتحار تزداد فى الغرب خلال الأعياد.
زيارة المريض لها عدة فوائد مناعية، فهى تقلل من التوتر وهو أكثر ما يولد كيمياء الغضب التى ترفع ضغط الدم وتسرع ضربات القلب وتسد الشهية، وترفع مستوى السكر فى الدم وتخفض المناعة، وتبطئ الشفاء وتقلل من أعداد ونوعيات وكفاءة الخلايا المناعية. لذلك فإن زيارة المريض ترفع من روحه المعنوية، وتوفر الدعم العاطفى الذى يطمئنه، وتؤكد له أنه ليس وحده. إهداء الورد للمرضى من طرق الاسترخاء النفسى ويحسن مزاجهم، ويقلل من توترهم وقلقهم وآلامهم.
وفى المقابل فإن غياب الدعم الاجتماعى يسبب زيادة فى معدلات الوفيات بعد الأزمات القلبية ويؤخر الشفاء بعد جراحات القلب، الدعم العاطفى يرفع المناعة حتى فى مرضى الإيدز الذين يعانون من قلة المناعة، وزيارة الشخصيات المحبوبة للمريض تخفض ضغط الدم المرتفع ومعدل ضربات القلب الزائدة، يفضل أن يستشار المريض لو سمحت حالته الصحية فى تحديد قائمة الزوار الذين يسمح لهم بالزيارة، مقاطعة المريض وعدم زيارته خاصة من الشخصيات المحببة إليه تجعله متوترا قلقا مكتئبا، ويشعر بالوحدة فيلجأ للانزواء والعزلة، وتقل مناعته، وتطول فترة علاجه، وربما تزداد مضاعفات المرض.
اللمس علاج غير تقليدى، والجلوس بجوار المريض ولمس يده يشعره بأنه ما زال محبوبا وأنه مازالت له أهمية لدى الآخرين ما يعجل بالشفاء، اللمس ينشط هرمونا خاصا يعجل بالشفاء، ولمس أطفالك يرفع مناعتهم، حيث يخفف القلق، ويقلل من الاكتئاب، والألم، ويساعد المواليد غير مكتملى النمو على النمو والحياة، ويزيد من ذكاء الأطفال.
البسمة معدية، وهى أفضل هدية للمرضى، ومن الأفضل أن يكون المريض محاطا بدائرة من الوجوه الباسمة، وكلما شاهد المرضى وجوها مبتسمة، خاصة فى المستشفيات أو فى المنزل، زادت مناعتهم، وقل توترهم، البسمة هى مرآة السعادة؛ حيث تنتقل البسمات بين الناس، وتنتشر خلال اليوم من شخص لآخر، وتعود إليه، بل تتسلل ليلا إلى أحلامهم.
فوائد زيارة المريض تعود على الزائر بالشعور بالرضا، والراحة النفسية، والسعادة، والقناعة كونه ينعم بصحة أفضل، والاسترخاء، أثبتت الدراسات أن رؤية المرضى ترفع مناعة الزائر أيضا.
هناك توصيات للزائرين، منها تبصير الزائر بأهمية الزيارة كعلاج غير تقليدى، وطبيعة المرض والمحاذير خاصة بعض الأطعمة والمشروبات، ويفضل عدم الزيارة للمصابين بعدوى ميكروبية، ويمنع التدخين تماما خلال الزيارة، ويفضل غير المدخنين لأن ملابس وجلد وشعر وأظافر المدخن تظل تهدد المريض بتوابع تدخين التبغ غير الظاهرة، ولا داعى للجمهرة والازدحام، والأولوية للمتفائلين أصحاب النفوس المبهجة.
التمتع باللون الأخضر فى مساحات رحبة يفيد الصحة العامة والصحة النفسية، وجد أن زيادة المساحات الخضراء القريبة بنسبة 10% يقلل من الشكاوى الصحية للشخص بما يعادل خصم خمس سنوات من عمره، وكأن الشباب يعود من جديد، زيارة الحدائق والمتنزهات والشواطئ لها دور مهم فى رفع المناعة، وغسل الهموم وتجديد الهمة.
هناك بكتيريا للسعادة فى طين التربة الزراعية والحدائق.. بكتيريا السعادة هى نوع من أنواع البكتيريا الصديقة تعيش فى التربة الزراعية تقوم بتحفيز المخ على إنتاج هرمون السيروتونين، وهو هرمون السعادة والإنشراح والمزاج العالى وتقبل الآخرين، هى من ضمن الأسباب التى تفسر أن الفلاحين أكثر سعادة وبساطة من أبناء المدن إذ يستنشقونها ويبلعونها، بينما ساكنى الغابات الأسمنتية فى المدن الحديثة يستنشقون ويبلعون الرصاص الذى يسبب العصبية ويقلل الذكاء. تعتبر بكتيريا السعادة سبباً بارزا فى نبوغ أبناء الريف الذين يلعبون فى طفولتهم فى طين الأراضى الزراعية، تجعلهم أكثر ذكاء وقدرة على التعلم مقارنة بأبناء المدن الذين يتعرضون للرصاص.