يعرف الشيخ أبو مدين الغوث بـسلطان الوارثين، وشيخ الشيوخ، وإمام الصديقين وقطب الأقطاب، ومن المشهور عنه قوله «ليس للقلب إلا وجهة واحدة متى توجه إليها حجب عن غيرها»
«أهل المحبة بالمحبوب قد شغلوا/ وفى محبته أرواحهم بذلوا/ وخربوا كل ما يفنى وقد عمروا/ ما كان يبقى فيا حُسن الذى عملوا»
إنه أبو مدين الغوت شعيب بن الحسن الأندلسى الفاسى البجائى، ولد فى إشبيلية بالأندلس حوالى سنة 509.
«لم تلههم زينة الدنيا وزخرفها/ ولا جناها ولا حلى ولا حُلل/ هاموا على الكون من وجد ومن طرب/ وما استقل بهم ربع ولا طلل»
تقول كتب التاريخ إن الشيخ أبا مدين الغوث تخرج على يده ألف تلميذ وجميعهم من العلماء، ولذلك يقال له شيخ مشايخ الإسلام، وإمام العباد والزهاد، وقد كان له الفضل فى نشر الإسلام فى بلدان غرب إفريقيا.
«داعى التشوف ناداهم وأقلقهم/ فكيف يهنو ونار الشوق تشتعل/ من أول الليل قد سارت عزائمهم/ وفى خيام حمى المحبوب قد نزلـوا»
كما قال عنه عبد الله الفهرى السبتى «كان مقبوضا بالزهد والورع، مبسوطا بالعلم، قد خاض من الأحوال بحارا، ونال من المعارف أسرارا».
وذكر المستشرق سبنسر تريمنجهام فى كتابه «الطرق الصوفية فى الإسلام» أن طريقة أبى مدين استمرت من خلال تلميذه عبد السلام بن مشيش المتوفى عام625 وأبو سعيد الباجى.
«وافت لهم خُلع التشريف يحملها/ عرف النسيم الذى من نشره ثملوا/ هم الأحبة ناداهم لأنهموا/ عن خدمة الصمد المحبوب ما غفلوا»
قال عنه الإمام عبد الحليم محمود فى كتابه «أبى مدين الغوث» «لقد تثقف سيدى أبى مدين كأحسن ما يكون المثقف، تثقف من مصادر أصلية: القرآن الكريم، والسنن، الإحياء، والرعاية، والرسالة القشيرية، وكان يصاحب فى دراسته القمم: السنة النبوية، الحارث بن أسد المحاسبى، وحجة الإسلام، والإمام القشيرى... وقد درس الفقه أيضا، وله فيه فتاوى نفيسة، ودرس التفسير، وامتزج قلبه بنور القرآن، وكان عابدا، فاجتمع له العلم والعبادة...، فكان الشخصية الإسلامية المتكاملة، فلقد كان متفننا فى علوم الإسلام المختلفة، نقليا وعقليا...
«سبحان من خصهم بالقرب حين قضوا/ فى حبه وعلى مقصودهم صلوا»
وقصيدته التى بين أيدينا دلالتها ساطعة على إخلاصه ومحبته لله وللنبى وآل بيته، وهى شهد الكلام الذى به تحلو مجالس الذكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة