مرسى وأهله وعشيرته يمضون بخطى ثابتة نحو النهاية، واقتربت ساعة الصفر، وبزوغ الربيع المصرى وغروب جحيم الإخوان، كان ذلك ليلة 6 أكتوبر 2012، عندما ذهب إلى استاد القاهرة للاحتفال بالذكرى الـ39 لحرب أكتوبر المجيدة، والمعزول يركب سيارة الرئيس السادات المكشوفة، ويطوف بها استاد القاهرة وكأنه من صنع النصر، ويرفع يديه لأهله وعشيرته مختالا، وحوله قتلة السادات من أعضاء الجماعة الإسلامية يجلسون فى الصفوف الأولى، عبود الزمر، وصفوت عبدالغنى، وطارق الزمر، ونصر عبدالسلام.
المصريون يمكن أن يتسامحوا مع أى شىء، إلا ما فعله المعزول فى تلك الليلة، وهو يحاول أخونة أعظم انتصار، بينما لم يحضر الأبطال الحقيقيون من ضباط القوات المسلحة.. وبكينا على القائد المقتول فى قبره والقتلة يحتفلون بالنصر.. ولكن من أحشاء الخوف ولد الأمل، فى هتافات جنود وضباط القوات المسلحة، الذين شغلوا أماكن كبيرة فى الاستاد «مصر، مصر، تحيا مصر»، ويلوحون بعلم مصر، وابتلع هتافهم ضجيج أنصار المعزول وشعاراتهم الانتقامية.
إلا الجيش.. لأنه أقسم يمين الولاء وعاهد الله أن يكون فى صف الشعب، ضد من يهدد الشعب أو يحاول تخويفه، وتصور المعزول أن جمهوره الموجود فى الاستاد، الذى يهتف بالهلاك لكل من يعارض «الرئيس» يمكن أن يقهر إرادة التحدى، وتجاوز المعزول وجماعته الخطوط الحمراء، وهو يحاول توريط الجيش فى الحرب فى سوريا، لجهله بأخلاقيات العسكرية المصرية، التى لا ترفع سلاحا فى وجه أشقائها، ولا تدس أنفها فى الحروب والصراعات الإقليمية، ولا تسمح لمتآمر مثله أن يجنى مكاسب سياسية، مستخدما شعارات دينية، محاولا أن يلبس «فقه الإرهاب» عباءة «فقه الجهاد».
كانت ليلة سقوط مرسى، وأصبح الطريق إلى 30 يونيو لا بديل له، فإما مصر وإما الإخوان، وإما الشعب وإما الإهل والعشيرة، وإما ميليشاتهم المسلحة وإما الجيش، خط الدفاع الأخير لاستعادة مصر وتحريرها من أعداء، هم عليها أكثر قسوة من إسرائيل.. ولولا 30 يونيو لكان المعزول وأهله وعشيرته والقتلة والإرهابيون هم الآن حملة الأوسمة والأنواط والنياشين ولصوص الانتصارات والتضحيات، وأعلن المرشد الأعلى بديع قيام ولاية حماس فى سيناء، وتنصيب البلتاجى مسؤولا عن الأمن القومى، وترشيح خيرت الشاطر رئيسا للبلاد، ولكن شاء الله أن يُكتب لمصر عمر جديد.
جيش مصر شبه مصر، وجنوده وضباطه هم أبناء العمال والفلاحين والتجار والموظفين، يرفعون فى الصباح علم مصر وليس رايات القتل السوداء، وينشدون فى طابور الصباح «بلادى، بلادى» وليس «جهادى، جهادى»، يدافعون عن الأرض والشعب وليس الخلافة والجماعة، ويقدمون أرواحهم الطاهرة دفاعا عن الوطن، ويسقط منهم أبطالا نحتسبهم عند الله شهداء، والقتلة هم الإرهابيون الذى احتشدوا فى استاد القاهرة، داعين بالهلاك على كل من يعارض «الرئيس»، فى وقت كان الشعب كله قد عقد العزم على الخلاص من «الرئيس» وعصابته.
جيش مصر هو الذى أجهض الفتنة التى أراد المعزول وعصابته إشعالها بين السنة والشيعة، ليوقع البلاد فى براثن حروب دينية لا تنتهى، بأكذوبة إعلان الجهاد فى سوريا، لإراقة مزيد من دماء المسلمين، فى مستنقع سرطانى لا ناقة لنا فيه ولا جمل.. وأيهما أحق بالجهاد: سيناء التى حشدوا فيها عتاه الإرهابيين، أم سوريا التى تتوق لحقن الدماء، وليس لمزيد من المجاهدين؟.. إنقاذ مصر فريضة على كل المصريين.
وللحديث بقية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة