تستمر الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى فنزويلا، وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن ما يحدث فى البد الأمريكى لاتينى هى مسرحية هزلية يقوم ببطولتها حكومة نيكولاس مادورو، وفى خضم هذه المهزلة يقتل العديد من الأشخاص وآلاف المصابين ليصبحوا ضحايا العنف والاستبداد الذى يمارس على أيدى الحكومة.
وأوضحت الصحيفة أن حكومة مادورو تنشر العنف والإرهاب فى البلاد لتبرير الاستبداد التى تقوم به ضد المتظاهرين فى البلاد الذين انتشروا فى الشوارع منذ أبريل الماضى للتعبير عن غضبهم من سياسات مادورو والرغبة فى عقد انتخابات مبكرة لإنهاء المأساة التى يعيشون فيها من أزمة اقتصادية شديدة.
وقالت الصحيفة فى تقرير نشرته اليوم الخميس، بعنوان "فنزويلا تموت بالبطئ" إن الفوضى تعم البلاد بشكل كبير ووصل الأمر إلى هجوم بهليكوبتر على وزارة الداخلية والمحكمة العليا، ولا أحد يعرف ماذا سيكون فى الأيام المقبلة، ففنزويلا الآن مدمرة من جميع الجهات سواء الاقتصادية من عدم توافر السلع الغذائية والصحية لعدم وجود الأدوية اللازمة للمرضى وأيضا فى المستشفيات التى تواجه أزمة كبيرة فى الأدوات والأجهزة، وهذا بسبب الأزمة السياسية النابعة من الصراع بين الحكومة المتمسكة بالسلطة، والمعارضة المصممة على إجراء الانتخابات، والتى تطالب أيضا بالإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيين الذين يحاكموا عسكريا.
وأضافت أن فنزويلا تنهار والحال بأيدى مادورو، وهو عقد الانتخابات المبكرة، فجميع تسجيلات الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى من "فيس بوك وتويتر وإنتسجرام" توضح مدى تمسك الطرفين بموقفهما وهو ما يجعل الأزمة تتعقد، ولا سبيل لأى حوار أو تفاوض.
وفى السياق نفسه، اتهمت لويزا اورتيجا، النائب العام فى فنزويلا، مادورو باستخدام "إرهاب الدولة"، عبر حض قوات الأمن على استخدام العنف بمواجهة التظاهرات التى تعم البلاد منذ نحو ثلاثة أشهر، وقالت بعد قصف مروحية للشرطة مقر المحكمة العليا "يبدو هنا وكأن البلاد بكاملها باتت إرهابية".
وأضافت: "أنا أعتقد بأن ما نواجهه اليوم هو إرهاب دولة، حيث فقدنا الحق بالتظاهر ويتم قمع المتظاهرين بقسوة، وحيث يساق المدنيون امام المحاكم العسكرية"، وكثفت النائبة العامة أورتيجا خلال الأسابيع القليلة الماضية انتقاداتها لحكومة مادورو، واتهمتها بالسعى لمصادرة السلطة وقمع التظاهرات المناهضة لها ما أدى إلى مقتل 76 شخصا، وأضافت "نحن أمام أعمال وحشية، حيث يتم تشجيع العنف والكراهية والحض على التمرد المسلح".
وأعلنت حكومة الرئيس مادورو الأربعاء أنها تعرضت لمحاولة انقلابية، عندما قامت مروحية يقودها شرطى بإلقاء أربع قنابل، على مبنى المحكمة العليا فى كاراكاس.
وقال الرئيس الفنزويلى بشكل واضح جدا إذا استمرت الاحتجاجات فى الشوارع، فإن الحكومة سوف تدافع "بالسلاح"، وقال فلاديمير بادرينو لوبيز، رئيس وزارة الدفاع بأنه حث القوات المسلحة لاستخدام "أدوات أكثر قاتلة" ضد "أعداء الثورة"، وهذه دلالات على أن فنزويلا تدخل فى حرب أهلية لا يستفيد منها أى شخص والخاسر الأكبر هو الشعب، وللأسف سيكون هناك المزيد والمزيد من القتلى والمزيد من السجناء، والمزيد من المجاعة والدماء، وذلك بسبب وجود حكومة تتمسك بالسلطة، والمحاصرين فى فنزويلا فى دوامة الموت البطىء.