رشا الجندى

علم النفس وتحول شخصية شيرين عبد الوهاب

السبت، 03 يونيو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجد حالة نفور بين أغلب الجماهير من شيرين عبد الوهاب، ازداد التعبير عن هذه الحالة بين عدد لا يستهان به من جمهور الشباب بصفة خاصة فى رمضان. وقاموا ببلورة تعبيراتهم فى تعليقاتهم على مواقع السوشيال ميديا وأحاديثهم على المقاهى. وأغلب الأحاديث تعبر عن شعورهم بأن الفنانة شيرين عبد الوهاب أصبحت تتسم بالغرور وقلة الثقة بالنفس، وأن هذا ما جعلهم غير قادرين نفسياً على تقبل أعمالها مثلما كانوا يستمتعون بها فى بداية انطلاق مشوارها الفنى.
 
بناءً على ما سبق، طلب الجمهور من علم النفس تحليل أسباب هذه الحالة، وتوضيح الرؤية لماذا وصلت لهذه المرحلة؟ 
عزيزى القارئ المشاهد: كما اعتدنا فإن علم النفس بما أنه لم يقيم جلسات خاصة مع الشخصية محور التحليل، فبالتالى سيعطيك احتمالات وليس تأكيد.. إذن عليك التعمق فيما يلى:
من الواضح من ردود أفعالكم أن هذا الشعور بالنفور من النجمة شيرين عبد الوهاب هو شعور جديد، ولم يكن لديكم من قبل. أى أن شخصيتها تحولت.. وتحول شخصية الإنسان ووصولها لمرحلة قلة الثقة بالنفس يعنى فى التحليل النفسى أنها ربما مرت بصدمة كبيرة فى حياتها، وتعيش فى مرحلة اضطرابات ما بعد الصدمة. لأن هذه المرحلة قد تهتز بها شخصية الإنسان، قد يتصرف تصرفات ليست من طبائعه لكى يهرب بها من عالم الواقع، أو يثبت نفسه بها لآخر أو لآخرين بطريقة غير مباشرة. 
 
أما عن الشخصية التى ينتابها الغرور فى فترة من حياتها، فهذا يعنى 
أحد أمرين: إما أنه تعويض عن نقص ما عاشته الشخصية فى الحياة. أو أن سمة آخر أو أخرين كانت تثق بآرائهم وبهم، وخانوا ثقتها وحاولوا الإنقاص من قدرها فى عدة مواقف، وبالتالى اتخذت الشخصية الغرور كإحدى الحيل الدفاعية اللاشعورية التى تدافع بها عن كيانها الذى عانت لتكوينه على مدار مشوار حياتها.
 
إذن كل ما سبق يؤكد أن تحول الشخصية من حال لحال أسبابه نفسية واجتماعية، وبالتالى قد يكون صاحب الشخصية فى هذه الحالة ضحية. ولكن من المؤكد أن هذا التحول قد لا يستمر لأنه ليس من السمات الأساسية فى الشخصية وإنما نتاج أزمات مرت بها. إذن بمجرد انتهاء تأثير هذه الأزمات، تعود الشخصية لطبيعتها الأساسية فهى الأكثر تأثيراً على النفس البشرية مهما حاولت التصنع.. فالإنسان الحنون قد يمر بأزمات تعامل مع البشر ويقرر أن يصبح قاسيًا، وبالفعل يحاول أن يكون قاسيًا فينجح فى ذلك مرة وأخرى ولكنه فى النهاية لا يحتمل الاستمرار ويعود لطبيعته الحنونة مرة أخرى.. والعكس فالإنسان البخيل قد ينتقد الناس بخله، فيقرر أن يصبح كريمًا، وبالفعل ينجح فى كرمه لفترة ولكنه فى النهاية يعود لسمته الأساسية وهى البخل.
 
عزيزتى الفنانة شيرين عبد الوهاب: ما كان لم يكن للإنقاص من قيمتك الفنية والإنسانية ولكنه رد على تساؤلات جزء لا يستهان به من الجمهور الذى يعبر عن شعوره بفجوة بينكما وليدة الإنشاء وليست أساسية.. وكل ما سبق توضيحه هو احتمالات لتفسير لأحاسيس داخلية.
ولكن فى كل الاحتمالات فجميعنا كبشر لدينا جزء من الشيزوفرنيا فى شخصياتنا. وجميعنا معرضون لصدمات الحياة ومواقفها غير المتوقعة وبالتالى معرضون للمرور بمرحلة اضطرابات ما بعد الصدمة.. ولكن فى النهاية الإنسان هو صاحب القرار حول اختياره لشخصيته التى يستمتع بها؟ ويريد أن يقدمها لجمهوره.
 
إذن فيستطيع الإنسان أن يعيد شخصيته الأساسية إن أراد ذلك، كما أنه يستطيع أن يتمسك بالشخصية التى يراها الآخرون إن أراد ذلك أيضاً.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة